تفسير قوله تعالى: (ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوأى أن كذبوا)
قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون﴾ [الروم: ١٠]، قوله: ((ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ)) على أن هنا (عاقبة) خبر (كان) مقدم، كأنه يقول: كانت العاقبة أو العقوبة لهؤلاء من عند رب العالمين سبحانه وتعالى، فيكون السوء ما يسوء هؤلاء الذين أساءوا، فعلى قراءة ابن عامر وقراءة الكوفيين: عاصم وحمزة والكسائي وخلف، ((ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ)) أما باقي القراء: نافع وابن كثير وأبي عمرو وأبي جعفر ويعقوب فيقرءون: ((ثم كان عاقبةُ)).
فإذاً: هنا على هذه القراءة كانت العاقبة وكانت النتيجة الشيء الذي يسوء الإنسان، والشر الذي يحيق بهذا الكافر نتيجة وعقوبة وعاقبة فعله وصنيعه.
وكانت عاقبتهم ما يسوءهم؛ لأنهم كذبوا بآيات الله، ولأنهم فعلوا أسباباً استحقوا بها أن يسيئهم الله سبحانه وأن يجعلهم في النار.
يقول الله سبحانه وتعالى: ((ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا)) أي: عاقبة المسيئين، وعاقبة المسيئين هي: ((السُّوأَى)) فعلى تأنيث السوء، مثل ما نقول: الحسنى تأنيث الحسن، وقد تأتي بمعنى أفعل التفضيل.
قوله: ((أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون)) يعني: استحقوا ما يسوءهم يوم القيامة من شر في النار.
بسبب أنهم كذبوا بآيات الله، وكانوا بهذه الآيات يستهزئون.