تفسير قوله تعالى: (الله يبدأ الخلق ثم يعيده ثم إليه ترجعون)
قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [الروم: ١١]، الله سبحانه وتعالى الذي يجب على العباد أن يعبدوه وحده لا شريك له؛ لأنه الرب الذي بدأ الخلق وهو الذي يعيده سبحانه.
فهنا ذكر ألوهيته سبحانه، والألوهية هي أنه سبحانه يستحق أن يعبد وحده لا شريك له، فهو إله، أي: معبود.
قوله: ((الله يبدأ الخلق)) بدء الخلق وإعادة الخلق من صفات الربوبية، وهو الرب الذي يفعل ما يريد سبحانه، ويفعل ما لا يقدر غيره أن يفعله، فهو الذي يبدأ الخلق، بدأه وفطره وأبدعه وأوجده على غير مثال سابق، لم يكن هناك خلق قبل هذا، فقد خلق هذا الخلق بهذا الشكل الآن سبحانه.
قوله: ((ثم يعيده)) أي: الذي يبدأ قادر على الإعادة، قادر أن يفنيه ثم يعيده مرة ثانية.
قوله: ((ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) المرجع إلى الله فقوله: ((ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ)) هذه قراءة الجمهور على الخطاب، وقراءة أبي عمرو وشعبة عن عاصم: (ثم إليه يرجعون) على الغائب، فترجعون على الخطاب، أي: أنتم (ترجعون) إلى الله، و (يرجعون) على الغائب، أي: يرجعون هم.
وقراءة يعقوب ستكون: (ترجعون) و (يرجعون) يقرؤها روح عن يعقوب ويقرؤها رويس عن يعقوب: (ترجعون) و (يرجعون).