الإسلام فطرة الله في خلقه
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ﴾ [الروم: ٣٠] أي: أقم وجهك إقامة عظيمة واستقم على فطرة الله سبحانه تبارك وتعالى التي هي داخل قلب كل إنسان، وذكره فطرة الله كأن فيه إشارة إلى أنها ضمن كلمة أقم وجهك، وعليه فيكون المعنى: توجه إلى الوجهة التي فطرك الله عليها، أو كأنه يقول: اتبع فطرة الله، أو أقم وجهك متبعاً فطرة الله التي فطر الناس عليها، والفطرة تأتي بمعنى: الدين والإسلام، وبمعنى: بدأ خلق الله عز وجل للإنسان، ومنه: فطره على الشيء أي: بدأ خلقه عليه وجعله مستقراً في قلبه.
فالله عز جل خلق عباده كلهم حنفاء يعني: على دين الله، فلو تركوا وما في قلوبهم لاستقاموا على دينهم الحق، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
فلو ترك هذا المولود على ما فطره الله عز وجل عليه لاستقام على دين الله سبحانه، ولكن أبواه هما اللذان يوجهانه إلى الخير أو إلى الشر، فإما أن يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، أو يتركانه على الأصل وهو هذا الدين المستقيم، فالأصل في الإنسان أنه على الإسلام.
ولذلك تجد أصحاب الأديان الأخرى لابد أن يحولوا أولادهم إلى دينهم؛ لأنه خلاف الأصل والفطرة، فيعمدونهم بأن يأخذونهم إلى الكنيسة عند الكاهن حتى يعمده، وكأنهم يعترفون أنه على غير ما هم عليه، فيحتاجون إلى أن يتحولوا فينصرونه أو يهودونه على غير ما خلق عليه، أما في الإسلام فالإنسان مولود على الفطرة، ويشب على هذا الدين الذي فطره الله عز وجل عليه وأوجده في قلبه.
فليس في الإسلام مسألة تعميد؛ لأن المولود مفطور على دين الله عز وجل، أما في غير الإسلام فلابد أن يحولوه، وكأنهم يعترفون ضمناً أنه مولود على غير ما هم عليه، فيحتاج أن يتحول إلى اليهودية أو إلى النصرانية.