معنى قوله (ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع)
قال تعالى: ﴿مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ﴾ [السجدة: ٤] يعني: الله سبحانه وتعالى الذي خلق هذا كله، فهو يرينا كمال قدرته وعظيم قوته، فهو القوي العزيز سبحانه، فكيف تلجأ إلى غيره سبحانه وتعالى؟ وكيف تطلب النصر من غيره؟ قال: ((مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ)) الولي أصلها من الولي وهو القرب، ومنها: الولاية أي: ولاية الإنسان مع الآخر، تقول: هذا وليي وهذا مولاي، فالمولى والولي بمعنى القريب وبمعنى ابن العم، ويطلق عند العرب على هذا المعنى، فكأن المعنى هنا: ((مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِن وَلِيٍّ)) يعني: من قريب نسيب يتولى أمركم فينازع ويخاصم فيكم ربكم سبحانه وتعالى، وليس لكم مخلوق يشفع لكم عند الله سبحانه.
والشفيع من الشفع عكس الوتر، فالإنسان يأتي وحده يوم القيامة فلا يأتي معه من يشفع به ويشفع له، فأنت تقف وحدك أمام الله سبحانه ليس لك شفيع، إلا حين يأذن الله عز وجل لمن يشاء من خلقه بالشفاعة، أما قبل ذلك فالإنسان يكون وحيداً ليس له من دون الله عز وجل من يشفع له أو ينفعه.
ثم قال: ((أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ)) التذكر عكس النسيان، ويأتي بمعنى التدبر وبمعنى العظة، فهلا اتعظتم بذلك؟! كل إنسان أتى إلى هذا الكون وهو وحده، ويموت وحده، ويبعث يوم القيامة وحده، ويحاسب وحده، وهذا الإنسان إذا كان في قبره يأتيه الملكان فيجلسانه ويسألانه، وهو الذي يجيب وحده، لا أحد معه يلقنه ويقول له: قل كذا، إلا رحمة رب العالمين سبحانه وتعالى، فهلا اتعظتم بذلك وتذكرتم فعبدتم الله وأخلصتم له دينكم؟!


الصفحة التالية
Icon