تفسير قوله تعالى: (ذلك عالم الغيب والشهادة)
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
قال الله عز وجل في سورة السجدة: ﴿ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ [السجدة: ٦ - ٨].
يخبر الله سبحانه تبارك وتعالى عن نفسه سبحانه أنه: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾، الذي يعلم ما خفي عن الخلق وما ظهر لهم، الذي يعلم كل شيء ظاهراً وباطناً سبحانه، وأخبر أنه ﴿الْعَزِيزُ﴾، الذي يقدر على كل شيء، ولا يعجزه شيء، ولا يمتنع منه شيء، وأنه (الرحيم) الذي يرحم من يشاء من خلقه سبحانه.
قال سبحانه عن سعة رحمته: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ [الأعراف: ١٥٦]، فهو الرحيم الذي يسع برحمته كل شيء، وقد خلق آدم وذريته، ليري عباده مقتضى أسمائه الحسنى وصفاته العلى، فإنه هو الذي يخلق، وهو الذي يرزق، وهو الذي يحيي، وهو الذي يميت، وهو الذي يرشد ويهدي، وهو الذي يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، ثم يميتهم ثم يبعثهم من قبورهم، ويحاسبهم يوم القيامة على أعمالهم.
مقتضى أسماء الله الحسنى سبحانه تبارك وتعالى أفعال وصفات له سبحانه يفعلها الله عز وجل فيرينا قدرته الباهرة وعظمته القاهرة، ولو سئل العبد عن ذلك كله؟ يجيبه القرآن: ﴿ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [السجدة: ٦].


الصفحة التالية
Icon