اختلاف العلماء في الآية المدنية من يس
واختلف العلماء في الآية التي قالوا فيها إنها مدنية فقالوا: قول الله عز وجل: ﴿وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ﴾ [يس: ١٢] هذه آية مدنية.
وجاء فيها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه خلت البقاع حول مسجد النبي صلوات الله وسلامه عليه، فأرادت بنو سلمة أن تقرب من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وخشي النبي ﷺ أن تخلو جوانب المدينة) فهم في أطراف المدينة حماية لها، فإن كان الجميع يتركون أطراف المدينة ويأتون إلى جوار النبي ﷺ فإن الأعداء يدخلون بسهولة على المدينة؛ والمنافقين ينشرون أخباراً في أطراف المدينة لا تبلغ النبي ﷺ بسهولة (فذكر النبي ﷺ هذه الآية وقال: يا بني سلمة! دياركم تكتب آثاركم)، وحث على لزوم الديار، فيقول: الزموا دياركم تكتب آثاركم، فنهاهم أن يقربوا من المسجد وأمرهم أن يبقوا في أماكنهم، وبين لهم أن أثر مجيء الإنسان من بيته إلى بيت الله عز وجل يكتب فيه بكل خطوة يخطوها المرء حسنة، فذكروا أن هذه الآية في ذلك.
والصواب: أن معناها في ذلك، ولكن لم تنزل في ذلك، وليس نزول هذه الآية في المدينة، وإن كان الحديث الذي رواه الترمذي يوهم ذلك، فالصواب أنها نزلت مع باقي السورة حين أنزلها الله عز وجل في مكة، ولكن معنى الآية يوافق الحادثة فقالها لهم النبي صلى الله عليه وسلم.


الصفحة التالية
Icon