فضل سورة يس
ذكر المفسرون أحاديث كثيرة وآثاراً في فضل هذه السورة، ولكن أكثر ما ذكروه كان ضعيفاً، فمنها قولهم: جاء عن النبي ﷺ أنه قال: (اقرءوا على موتاكم يس) هذا الحديث رواه الإمام أحمد ورواه أبو داود ورواه ابن ماجة وغيرهم من حديث معقل بن يسار بإسناد ضعيف.
ولكن الظاهر أن هذه السورة مفيدة فعلاً في قراءتها على الموتى، فقد روى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن صفوان قال: حدثني مشيخة: أنهم حضروا غضيف بن الحارث الثمالي وكونه يذكر مشيخة معناها: عدد من التابعين، وهم وإن كانوا مجهولين ولكن بكثرة العدد ترتفع هذه الجهالة، ويغتفر فيها جهالة آحادهم بمجموعهم، فهم مجموعة من مشيخة التابعين رووا هذا عن غضيف بن الحارث الثمالي، وهو صحابي، فحين اشتد سوقه قال لمن حوله: هل منكم أحد يقرأ يس؟ وكان صالح بن شريح السكوني يحفظها فقرأها، فلما بلغ أربعين آية منها قبض غضيف بن الحارث رضي الله تبارك وتعالى عنه.
فقراءة هذه السورة على الإنسان الذي في سياق الموت يخفف عليه خروج الروح، فكان المشيخة من التابعين يقولون: إذا قرئت عند الميت خفف عنه بها، ففيها أنه يستحب أن تقرأ هذه السورة على الإنسان الذي يموت في سياق الموت، ولم يرد أنه بعدما يموت يقرأ عليه ذلك، وإن كان الراجح فيمن قرأ قرآناً وأهدى ثوابه لميت أنه يصل الثواب إليه.
فسورة يس ذكر في فضلها أحاديث ضعيفة، وهي من أفضل ومن أعظم سور القرآن، لكن الغرض هو بيان أن الأحاديث التي في الفضائل لابد من صحتها عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى نذكر هذه الأحاديث وننبه فقط على ضعفها.
فومن الأحاديث التي جاءت في فضلها وهي أحاديث موضوعة: (إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات).
فعلى ذلك هي أفضل من: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١]، ونحن نعلم أن أعظم سورة في القرآن هي سورة الفاتحة، ولم يقل النبي ﷺ في فضلها أن من قرأها فكأنه قرأ القرآن عشر مرات.
كذلك سورة: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١] قد جاء أنها تعدل ثلث القرآن، وسورة ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: ١] تعدل ربع القرآن، فإذا كانت سورة يس تعدل القرآن عشر مرات فهذا لا يصح، وهذا موضوع على النبي صلى الله عليه وسلم.