تفسير قوله تعالى: (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم)
قال الله تعالى: ﴿وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ﴾ [الزخرف: ٣٩].
قوله: ((وَلَنْ يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ)) أي: حين ظلمتم في الدنيا فسنجزيكم اليوم عذاب الجحيم؛ بسبب ظلمكم وشرككم وكفركم، وبسبب معاصيكم.
(ولن ينفعكم اليوم) أي: يوم القيامة وهم في النار لن ينفعهم أنهم في العذاب مشتركون.
فالإنسان الذي تنزل به المصيبة يواسيه ويسليه ويخفف عنه الألم الذي هو فيه أن يرى غيره مشتركاً معه في ذلك، ولذلك قالوا: إن الحزين يسعد الحزين، أي: يواسي بعضهم بعضاً، وبذلك يخفف عنهم ألم المصيبة التي هم فيها، لكن يوم القيامة لا يسلي بعضهم بعضاً، ولا ينفع بعضهم بعضاً، ولا يخفف عنهم العذاب يوم القيامة.
قوله: ((أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ)) أي: العذاب على الجميع، ولا يواسي بعضهم بعضاً، بل يتبرأ بعضهم من بعض، ويشتم بعضهم بعضاً، ولا ينتفعون لا بتوبة إلى الله عز وجل، ولا برجوع إلى الدنيا، ولكن يقال لأهل النار: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون: ١٠٨].