تفسير قوله تعالى: (لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى)
قال الله تعالى: ﴿لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأُولَى﴾ [الدخان: ٥٦] لا موت في الجنة، فقد انتهى أمر الموت، فهو كان الموت في الدنيا، وأما في الجنة فخلود.
قال: ﴿لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الأُولَى﴾ [الدخان: ٥٦] أي: الموتة التي ذاقوها في الدنيا، فالإنسان يذوق موتتين ويحيا حياتين، الموتة الأولى: هي العدم الذي كان فيه، ثم بعد ذلك صار في الدنيا، فهذا العدم ينساه الإنسان، ولا يتذكر شيئاً منه، ولا يذكر إلا وهو في الدنيا، بل لا يذكر كيف ولد، وكيف كان وهو صغير، ينسى هذا كله، لكن الموتة التي يحس بها هي في خروجه من الدنيا، ثم بعد ذلك يحيا الحياة الأخرى في جنة الخلود إن كان مؤمناً، فهذه الحياة العظيمة الكريمة لا يذوقون فيها موتاً بعد ذلك ﴿إِلَّا الْمَوْتَةَ الأُولَى﴾ [الدخان: ٥٦] يعني: ولكن ما كان قبل ذلك من الموت في الدنيا.
قال الله: ﴿وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ [الدخان: ٥٦] وقاهم الله سبحانه عذاب الجحيم، والجحيم هي النار المشتعلة المتوقدة، وهي مأخوذة من الجحم، يقال: في عين الأسد جحمة، يعني: عينه ملتهبة حمراء، فكذلك نار جهنم والعياذ بالله حمراء مشتعلة ملتهبة، وتكون سوداء على أقوام، ويكون فيها ما شاء، نسأل الله العفو والعافية.