أمثلة لجهل بعض الناس في توجيه الآيات القرآنية
والشيء بالشيء يذكر: في سورة المائدة قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى﴾ [المائدة: ٦٩] (الصابئون) في سورة المائدة معطوفة على منصوب قبلها، والعجيب أن بعض القساوسة ألف كتاباً يطعن فيه في القرآن الكريم، وكعادتهم يؤتون بالمضحكات المبكيات في نفس الوقت، فيزعمون أن القرآن فيه لحن لغوي، وفيه أخطاء نحوية، وذكر هذه الآية.
وآخر يفسر قوله تعالى: ﴿وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ﴾ [الزمر: ٧٥] فيقول: يعني: حفاة لا يلبسون نعالاً في أقدامهم، يظن أن كلمة: (حافين) بمعنى: حفاة، فهذا لجهلهم.
أبو جهل أو أبو لهب وغيرهما من الكفار لو وجد أحدهم في القرآن لحناً لغوياً أكانوا يسكتون عليه والقرآن يتحداهم صباح مساء؟! فهؤلاء المساكين الجهلة يظنون أن قواعد اللغة العربية التي وضعت مؤخراً حاكمةً على القرآن الكريم، فنقول: لم يكن علم القواعد موجوداً من قبل، ولا نحو، ولا صرف، ولا غيرها، وكانت اللغة العربية هي الأصل، ثم بعد ذلك وضعت القواعد متأخرة عنها، فكيف تحكم المتأخر على المتقدم؟! وكيف تأتي أنت يا أجنبي عن العروبة وعن الإسلام ثم تحاول أن تطعن في القرآن بوجود اللحن فيه؟! فمن ضمن المواضع التي أشكلت عليهم هذه اللفظة في سورة المائدة: (والصابئون).
ومما يرد عليهم: أن هذا من أساليب اللغة العربية، إما على الاستئناف كقولك: وكذلك الصابئون، مثل العطف في البيت السابق: فإني وقيار بها لغريب.
فهذا الشعر من كلام العرب فيه هذا الأسلوب من أساليب العرب، لأن الأصل: فإني وقياراً بالنصب.