تفسير قوله تعالى: (يا أيها المدثر)
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ [المدثر: ١].
أي: المتلفع بثيابه لنوم أو استدفاء.
والمدثر من الدثار، وهو كل ما كان من الثياب فوق الشعار، والشعار هو الثوب الذي يلي الجسد مباشرة.
وأصل المدثر المتدثر، فأدغمت التاء في الدال، وخوطب النبي ﷺ بذلك لحالته التي كان عليها وقت نزل الوحي، أو لقوله: (دثروني دثروني).
وقيل: معناه المدثر بدثار النبوة والرسالة، ومن ذلك قولهم: ألبسه الله لباس التقوى، وزينه برداء العلم، فجعل النبوة كالدثار واللباس.
قال الشهاب: إما أن يراد المتحلي بها والمتزين، كما أن اللباس الذي فوق الشعار يكون حلية لصاحبه وزينة.
وهذا قول آخر، يعني أن الدثار الذي يكون فوق الشعار هو حلية وزينة، وهذه إشارة إلى أنه متحلٍ بالنبوة ومتزين بها عليه الصلاة والسلام.
والتزيين بالدثار في ظهوره أو في الإحاطة، والأول أتم.