معنى قوله تعالى: (واصطبر عليها)
قوله تعالى: ((وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا)) أي: اصطبر على أدائها؛ لترسخ بالصبر عليها ملكة الثبات على العبادة؛ لأن الإنسان إذا واظب على الصلاة فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، فلذلك هل يمكن أن تجد من هو محافظ على الصلوات الخمس في جماعة، ثم يفطر في رمضان عامداً؟ لا؛ لأنه إذا حافظ على الصلاة فلابد أنه سيحافظ على الزكاة والحج وصوم رمضان وغير ذلك، لكن إذا هان على إنسان أن يضيع الصلاة فإنه يهون عليه ما عدا الصلاة من العبادة.
ثم أشار تعالى إلى أن الأمر بها؛ إنما هو لفلاح المأمور ومنفعته، فالأمر بالصلاة ليس لأن الله سبحانه وتعالى محتاج إلى عباده، أو أن صلاتهم تعود عليه بنفع ما، وإنما لأن نفع الصلاة يعود إليهم هم؛ فلذلك عقب الأمر بالصلاة بقوله: ((لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)).


الصفحة التالية
Icon