(قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلائِكَة يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا
رَّسُولًا).
وأنكروا أنه يتيم فقير وهم يعلمون أنه من بيت الذروة من قريش، وإذا كان يتيم أبي طالب، فأبو طالب كان شيخ البطحاء وتدين قريش كلها له، كما كانت تدين لأبيه عبد المطلب ولجده هاشم، وأن النبوة لَا تُختار بالغنى ولكن الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكان محمد - ﷺ - قبل الرسالة تدين له قريش كلها بالخلق الكريم والصدق والأمانة حتى سُمي بالأمين ولا يمكن أن يكون المال والولد مقومات النبوة إنما الصدق والأمانة، والله هو الذي يختار كقوله تعالى:
(وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكم بِالَتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى...).
ولا ينبغي أن يعجبوا من الإنذار بالبعث والحساب والجزاء فإن هذه الدنيا متاعها قليل والعاقبة عند ربك للمتقين، وإن الله تعالى لم يخلق الإنسان سدى بل جعل حياته في الدنيا عاملا للخير أو عاملا لغيره، وفي الآخرة يكون الجزاء الأوفى.
ولننظر بعض نظرات إلى النسق السامي.
١ - قوله تعالى: (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ منْهمْ) أكان للناس - ولهم عقول ومدارك - أن يتعجبوا من هذه الأمور.
٢ - (أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ) (أن) تفسيرية، وأنذر الناس هي لإيحاء الذي أوحاه الله تعالى لنبيه، والإنذار هو بيان ما يكون للكافرين من عذاب أليم، والبشرى بما يكون للمؤمنين من نعيم مقيم.
وقوله تعالى: (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا) يقول الزمخشري عن معنى (اللام):
(وما الفرق أن تقول " أكان عند الناس عجبا ": أنهم جعلوه أعجوبة يتعجبون منها ونصبوه علما يوجهون نحوه استهزاءهم وإنكارهم) ولعل المعنى الذي يريده