- والأمر بـ "الإحسان" أمر بكل مندوب فضلاً عن الفرض، ونهي عن كل مكروه فضلاً عن الحرام.
فانظر - بارك الله فيك- سعة عموم الأمر بالإحسان.
- قُدِّم ذكر "العدل" على "الإحسان"؛ لأن "العدل" كله واجب، بينما "الإحسان" واجب ومندوب، والواجب أولى؛ لقول الرسول ﷺ في الحديث القدسي: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ " (البخاري: ٦٠٢١)
- قد يسأل سائل: لماذا بُدئ الأمر بالبرِّ الذي يضم المندوبات أولاً، ثم جاء الأمر بالتقوى التي هي فعل الواجبات وترك المحرمات في قوله تعالى (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى... ) (المائدة: ٢) وهذا على خلاف ما ورد في هذه الآية من الترتيب حيث كان الأمر بالعدل أولاً ثم الأمر بالإحسان؟
جاء الترتيب في هذه الآية بالعدل أولاً ثم الأمر بالإحسان؛ لأن هذه الآية بيان لما تضمنه القرآن، فكان المناسب أن يُذكر الأهم، بينما في قوله تعالى (... وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى... ) (المائدة: ٢) فإن فيه حضاً على التعاون، فبُدئ بالأعم وهو البرِّ؛ لتوسيع دائرة الحض على التعاون، ثم ذُكر الخاص – وهو التقوى – تنبيهاً على أهميته.
إذن، فلكل آية مقصد خاص، وبين المقصدين فرق؛ ولذا اختلف التعبير.
- (وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) الواو للعطف، أي: أن الله سبحانه وتعالى يأمر كذلك بإيتاء ذي القربى، والإيتاء: الإعطاء، و (الْقُرْبَى) مصدر، وقيل: مؤنث أقرب. وهم كل من تربطك به قرابة.
- (وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) أمر بإعطاء القرابة حقوقهم من البر والصلة، وحُذف ذكر الشيء المُعطَى في الآية؛ ليعُمَّ كل ألوان العطاء وأنواعه وأشكاله، زيادة في الخير، حتى نعطي ونعطي ولا نستكثر، وكذلك يشمل هذا العطاء الواجب كما أنه يشمل المندوب.
- لكن صلة القربى تدخل ضمن العدل والإحسان، فلماذا ذُكرت بعدهما؟