- لم يأت النص مخبراً أن القرآن يأمرنا، رغم أن الآية بيان لما تضمنه القرآن من البيان، وذلك تصريحاً بأن القرآن إنما هو من عند الله، (... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ... ) (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُر ُ... )، فالتبيان من الله تعالى لا من أحد غيره.
- جاء النص (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى) وليس "اعدلوا وأحسنوا وآتوا "؛ لأن ذكر الأمر فيه تعظيم الأمر، وأضربُ مثلاً - ولله المثل الأعلى - قولَ سيّدٍ في قومه لأحد أتباعه: "افعل كذا" ليس بقوة قوله له: "آمرك أن تفعل كذا"؛ لأنه بقوله: "افعل كذا" طلبَ منه الفعل فقط، ولكن بقوله: "آمرك أن تفعل كذا" طلبَ منه الفعل، وزاد عليه التأكيد بالتصريح أن هذا الفعل إنما هو فعل أمر إن لم تكن منتبهاً فانتبه، كأنه يقول له: افعل كذا وهو أمرٌ فاحذر أن تعصيه.
- أتى التعبير بـ (يَأْمُرُ) و (يَنْهَى)؛ لأن الآية بيان للآية السابقة (... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ... )، وللدلالة على أن التبيان والهدى والرحمة والبشرى تكون بإطاعة الله في الأمر والنهي.
- أتى التعبير (يَأْمُرُ) و (يَنْهَى) بصيغة الفعل المضارع؛ لأن الآية بيان للآية السابقة (... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ... ) فكأن التقدير: إن الله يأمر الناس في القرآن بـ... وينهى الناس في القرآن عن... ، والقرآن حاضر يأخذ الناس أحكامهم منه في كل وقت، ونتيجة ذلك فإن أمر الله ونهيه متجدد في كل وقت.
- حُذف المفعول في قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ)، أي لم يأت النص "يأمركم" أو "يأمرهم"؛ للدلالة على العموم، ليشمل كل مخاطَب.
وكذلك حُذف المفعول لتوجيه الانتباه إلى الفعل والفاعل، وترك الانشغال بالمفعول.