ويعلم أنها ليست شعاراً للنصر على أولياء الله وأهل الحق، وعلى منوالها قال أبو المغيرة ابن عم ابن حزم في رده عليه بعد أن ذمه:
وغاصب حقٍّ أوبقته المقادر | يذكّرني حاميم والرمح شاجر |
غدا يستعير الفخر من خيم خصمه | ويجهل أنّ الحقّ أبلج ظاهر |
ألم تتعلّم يا أخا الظّلم أنّني | برغمك ناهٍ منذ عشرٍ وآمر (١) |
ويروى عن ابن مسعود أنّه قال: "إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات، أتأنق فيهن" (٧)، أي" أُعْجَب بهنَّ وأَسْتَلِذ قراءتهن وأتتبَّع محاسنهنَّ" (٨)، وقال أيضاً: "آل حم ديباج القرآن" (٩)، وقد أتى فيها إشارة وبيان لسبب عجز وإعجاز المشركين العرب عن الرد، وهم أهل هذه الحروف وأهل الفصاحة بنطقها وفنون نظمها، مع العلم بأنهم حاولوا جاهدين إيجاد
(١) نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للتلمساني، ج٢ ص٨٠
(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد للقاسم بن سلام (ص٢٥٤)، وفي غريب الحديث له أيضاً (١١٠/ ٥)، ونقل هذا القول كثير من المفسرين وظنوا أنه من أخطاء المحدثين! وقال بعض اللغويين إنها خبر، إتباعاً لما نقل الأزهري والخطابي عن ثعلب أحمد بن يحي قوله أنه لو كان دعاء لكان مجزوماً أي لا ينصروا، وإنما هو إخبار، كأنه قال والله لا ينصرون، كما في تهذيب الأسماء للنووي (مادة حمم) - وكذا قال ابن الأثير في تفصيل الأقوال فيها ولم يرجحه في النهاية في غريب الأثر (الحاء مع الميم)، ونقل عنه ابن منظور في لسان العرب أيضاً وكله من قول ثعلب، وهو خطأ فتنبه.
(٣) الكامل في التاريخ لابن الأثير ج٣ ص٣٣٦، وانظر نهاية الإرب في فنون الأدب للنويري ج٢٠ ص٤٥ فقد ذكر القصة بالتفصيل.
(٤) معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني من عدة روايات، ج١ ص١٦٦ (معرفة محمد بن طلحة)
(٥) رواه البخاري في الصحيح (٢٢/ ٥).
(٦) أخبار مكة للفاكهي ج٣ ص٣٠١، وتاريخ دمشق لابن عساكر ج٧ ص١٤٧
(٧) رواه ابن أبي شيبة (٢٠٣/ ٧) والقاسم بن سلام في فضائل القرآن (ص٢٥٥) وابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (١٤٨/ ٢)، بسند صحيح.
(٨) ابن الأثير - النهاية في غريب الأثر، مادة الهمزة مع النون (أنق)
(٩) رواه ابن أبي شيبة (٢٠٣/ ٧) والقاسم بن سلام (ص٢٥٥) وابن الضريس كلاهما في فضائل القرآن (١٢٧/ ١) عن مجاهد: "قال بن مسعود: آل حم ديباج القرآن" بسند صحيح. ورواه عبد الرزاق (٣٨١/ ٣) بنفس السند عن مجاهد موقوف عليه. ورواه الحاكم في المستدرك (٤٧٤/ ٢) وعنه البيهقي في شعب الأيمان (٤٨٣/ ٢) بلفظ "الحواميم ديباج القرآن" واللفظ الأول هو الصحيح لأن كلمة الحواميم لفظ حادث، قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (١٠٩/ ٥) نقلاً عن الفرّاء: "وأما قول العامة: الحواميم، فليس من كلام العرب." ويقول الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص (ص٢٢): "ويقولون: قرأتُ الحواميم والطواسين. ووجه الكلام فيهما أن يقال: قرأت آل حم وآل طس."
(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد للقاسم بن سلام (ص٢٥٤)، وفي غريب الحديث له أيضاً (١١٠/ ٥)، ونقل هذا القول كثير من المفسرين وظنوا أنه من أخطاء المحدثين! وقال بعض اللغويين إنها خبر، إتباعاً لما نقل الأزهري والخطابي عن ثعلب أحمد بن يحي قوله أنه لو كان دعاء لكان مجزوماً أي لا ينصروا، وإنما هو إخبار، كأنه قال والله لا ينصرون، كما في تهذيب الأسماء للنووي (مادة حمم) - وكذا قال ابن الأثير في تفصيل الأقوال فيها ولم يرجحه في النهاية في غريب الأثر (الحاء مع الميم)، ونقل عنه ابن منظور في لسان العرب أيضاً وكله من قول ثعلب، وهو خطأ فتنبه.
(٣) الكامل في التاريخ لابن الأثير ج٣ ص٣٣٦، وانظر نهاية الإرب في فنون الأدب للنويري ج٢٠ ص٤٥ فقد ذكر القصة بالتفصيل.
(٤) معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني من عدة روايات، ج١ ص١٦٦ (معرفة محمد بن طلحة)
(٥) رواه البخاري في الصحيح (٢٢/ ٥).
(٦) أخبار مكة للفاكهي ج٣ ص٣٠١، وتاريخ دمشق لابن عساكر ج٧ ص١٤٧
(٧) رواه ابن أبي شيبة (٢٠٣/ ٧) والقاسم بن سلام في فضائل القرآن (ص٢٥٥) وابن قتيبة الدينوري في عيون الأخبار (١٤٨/ ٢)، بسند صحيح.
(٨) ابن الأثير - النهاية في غريب الأثر، مادة الهمزة مع النون (أنق)
(٩) رواه ابن أبي شيبة (٢٠٣/ ٧) والقاسم بن سلام (ص٢٥٥) وابن الضريس كلاهما في فضائل القرآن (١٢٧/ ١) عن مجاهد: "قال بن مسعود: آل حم ديباج القرآن" بسند صحيح. ورواه عبد الرزاق (٣٨١/ ٣) بنفس السند عن مجاهد موقوف عليه. ورواه الحاكم في المستدرك (٤٧٤/ ٢) وعنه البيهقي في شعب الأيمان (٤٨٣/ ٢) بلفظ "الحواميم ديباج القرآن" واللفظ الأول هو الصحيح لأن كلمة الحواميم لفظ حادث، قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث (١٠٩/ ٥) نقلاً عن الفرّاء: "وأما قول العامة: الحواميم، فليس من كلام العرب." ويقول الحريري في درة الغواص في أوهام الخواص (ص٢٢): "ويقولون: قرأتُ الحواميم والطواسين. ووجه الكلام فيهما أن يقال: قرأت آل حم وآل طس."