تفسير قوله تعالى: (ولو أنهم رضوا ما آتاهم ورسوله من فضله)
ثم قال الله: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة: ٥٩].
يبين الله جل وعلا هنا المنهج الحق في العطاء والمنع، فالإنسان عبد لله، والمؤمن يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وأن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، كما قال صلى الله عليه وسلم، فالله جل وعلا يقول: كان الموقف الشرعي لهؤلاء أن يرضوا بما آتاهم الله ورسوله، ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ﴾ [التوبة: ٥٩] فلو قالوا: حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله، وعلقوا أنفسهم بالله لكان ذلك خيراً لهم وأهدى سبيلاً.
وذكر الرسول هنا لأنه كان حياً، ولا يقال هذا اليوم.
وقوله: (إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُون) أي: ينقطعون إلى الله، فلو أنهم انقطعوا إلى الله وسلموا بأمره ورضوا بحكمه جل وعلا وقالوا: (حسبنا الله) لكان خيراً لهم وأعظم وأهدى سبيلاً، وهذا هو الموقف الذي ينبغي على المسلم أن يتبعه في حال الفقر وحال العطاء وحال المنع وحال الأخذ، وحال السراء وحال الضراء، وفي كل حال.