رهان ورهون، وواحد الرهون والرهان: رهن.
وكذلك قراءة من قرأ"كُلُوا مِنْ ثُمُرِهِ" بضم الثاء والميم، ونظير قول الراجز؟
حتى إذَا ابْتَلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ (١)
وقد زعم بعضهم أن السُّقُف بضم السين والقاف جمع سقف، والرُّهُن بضم الراء والهاء جمع رهن، فأغفل وجه الصواب في ذلك، وذلك أنه غير موجود في كلام العرب اسم على تقدير فعل بفتح الفاء وسكون العين مجموعا على فعل، فيجعل السُّقُف والرُّهُن مثله.
والصواب من القول في ذلك عندي، أنهما قراءتان متقاربتا المعنى، معروفتان في قراءة الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
وقوله: (وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ) يقول: ومراقي ودَرَجا عليها يصعدون، فيظهرون على السقف والمعارج: هي الدرج نفسها، كما قال المثنى بن جندل؟
يا رَبّ ربَّ البَيْتِ ذي المَعَارِج (٢)

(١) البيت في (اللسان: حلق)، ولم ينسبه، ولعله لرؤبة. قال: الحلق: مساغ الطعام والشراب في المريء، والجمع القليل: أحلاق، والكثير: حلوق، وحلق. الأخيرة ككتب عزيزة. أنشد الفارسي: * حتى إذا ابتلت حلاقيم الحلق *
وفي معاني القرآن للفراء (الورقة ٢٩٥) قال عند قوله تعالى: (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا) : والسقف قرأها عاصم والأعمش" سقفا" (أي بضم السين والقاف). وإن شئت جعلت واحدها" سقيفة"، وإن شئت جعلت" سقوفا"، فيكون جمع الجمع، كما قال الشاعر: * حتى إذَا بُلَّتْ حَلاقِيمُ الحُلُقْ *
* أهْوَى لأدْنى فَقْرَةٍ عَلى شَفَقٍ *
ومثله قراءة من قرأ:" كلوا من ثمره" (بضم الثاء والميم)، وهو جمع، وواحده: ثمار وكقول من قرأ:" فرهن مقبوضة" واحدها" رهان" و" رهون". اهـ.
(٢) البيت نسبه المؤلف إلى المثنى بن جندل. ونسبه أبو عبيدة في مجاز القرآن، (الورقة ٢٢٠ - ب) إلى جندل بن المثنى، وهو الصواب، وهو جندل بن المثنى الطهوي، كما في سمط اللآلي (٧٠٢). والمعارج: جمع معراج، وهي كما في (اللسان: عرج) المصاعد والدرج. واستشهد به المؤلف عند قوله تعالى: (ومعارج عليها يظهرون). قال أبو عبيدة: المعارج: الدرج. قال جندل ابن المثنى: * يا رب رب البيت ذي المعارج *


الصفحة التالية
Icon