والدارمي وفيه حفص بن سليمان يضعف في الحديث (١).
وعن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله - ﷺ - " تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصياً من الإبل في عقلها (٢) " متفق عليه.
وقد وردت أحاديث كثيرة في الإعتصام بالكتاب والسنة.
وأما أحاديث فضائل القرآن سورة سورة فلا خلاف بين من يعرف الحديث إنها موضوعة مكذوبة، وقد أقر به واضعها أخزاه الله بأنه الواضع لها وليس بعد الاقرار شيء، ولا اغترار بمثل ذكر الزمخشري لها في آخر كل سورة فإنه وإن كان إمام اللغة والآلات على اختلاف أنواعها، فلا يفرق في الحديث بين أصح الصحيح وأكذب الكذب، ولا يقدح ذلك في علمه الذي بلغ فيه غاية التحقيق. ولكل علم رجال، وقد وزع الله سبحانه الفضائل بين عباده، والزمخشري نقل هذه الأحاديث عن تفسير الثعلبي، وهو مثله في عدم المعرفة بعلم السنة.
وقد أخطأ من قال إنه يجوز التساهل في الأحاديث الواردة في فضائل الأعمال، وذلك لأن الأحكام الشرعية متساوية الاقدام، لا فرق بين واجبها ومحرمها ومسنونها ومكروهها ومندوبها فلا يحل إثبات شيء منها إلا بما تقوم به الحجة: وإلا فهو من التقول على الله بما لم يقل ومن التجرىء على الشريعة المطهرة بإدخال ما لم يكن منها فيها، وقد صح تواتراً أن النبي - ﷺ - قال " من كذب علىَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار (٣) " فهذا الكذاب الذي كذب على رسول الله - ﷺ - محتسباً للناس بحصول الثواب لم يربح إلا كونه من أهل النار.
وأما الذي يقرأ القرآن ولا يعرف معناه كالعوام فالأجر على تلاوة القرآن
_________
(١) مشكاة المصابيح ٢١٤٠.
(٢) البخاري/٥٠٣٣ - مسلم/٧٩١
(٣) البخاري ١/ ٢٨ وانظر إلى ما كتبه السيوطي حول هذا الحديث حيث جمع له أكثر من سبعين رواية في كتابه القيم تحذير الخواص من أكاذيب القصاص وقد صدر بتحقيق د. محمد الصباغ.


الصفحة التالية
Icon