راجعاً إلى النعمة لأنها بمعنى الإنعام، وقيل: إن الضمير عائد إلى (ما) وهي موصولة والأول أولى.
(بل هي فتنة) هذا رد لما قاله، أي ليس ذلك الذي أعطيناك لما ذكرت بل هو محنة لك واختبار لحالك، أتشكر أم تكفر؟ قال الفراء: أنث الضمير في قوله: (هي) لتأنيث الفتنة، ولو قال: بل هو فتنة لجاز، وقيل: تأنيث الضمير باعتبار لفظ الفتنة، وتذكير الأول في قوله: أوتيته باعتبار معناها وقال النحاس: بل عطية فتنة (ولكن أكثرهم لا يعلمون) أن ذلك استدراج لهم من الله، وامتحان لما عندهم من الشكر أو الكفر.
(قد قالها الذين من قبلهم) أي قال هذه الكلمة التي قالوها، وهي قوله (إنما أوتيته على علم) الذين من قبلهم كقارون وقومه، فإن قارون قال (إنما أوتيته على علم عندي) وإنما نسب إليهم قوله باعتبار رضاهم به (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) ما نافية أي لم يغن عنهم ما كسبوا من متاع الدنيا شيئاًً أو استفهامية أي أيُّ شيء أغنى عنهم ذلك.
(فأصابهم سيئات ما كسبوا) أي جزاء سيئات كسبهم أو أصابهم سيئات هي جزاء كسبهم، وسمي الجزاء سيئات لوقوعه في مقابلة سيئاتهم، فيكون ذلك من باب الازدواج والمشاكلة. كقوله (وجزاء سيئة سيئة مثلها) وفيه رمز إلى أن جميع أعمالهم كذلك، ثم أوعد سبحانه الكفار في عصره فقال:
(والذين ظلموا من هؤلاء) الموجودين من الكفار (سيصيبهم سيئات ما كسبوا) كما أصاب من قبلهم، وقد أصابهم في الدنيا ما أصابهم من القحط والقتل والأسر والقهر، والسين للتأكيد (وما هم بمعجزين) أي بفائتين على الله بل مرجعهم إليه يصنع بهم ما شاء من العقوبة.
(أَوَلَمْ يَعْلَمُوا) الضمير للقائلين (إنما أوتيته على علم) فالمعنى أقالوها ولم يعلموا؟ أو أغفلوا ولم يعلموا؟ (إن الله يبسط) أي يوسع