مشبكة بالدر والياقوت والزبرجد، وقيل: إن الموضونة المصفوفة، قاله ابن عباس، وقال مجاهد: هي المرمولة بالذهب، والمعنى مستقرين على سرر.
(متكئين عليها) أي على السرر على الجنب أو غيره، كحال من يكون على كرسي فيوضع تحته شيء آخر للإتكاء عليه، قال الكلبي: طول كل سرير ثلثمائة ذراع فإذا أراد العبد، أن يجلس عليه تواضع وانخفض له، فإذا جلس ارتفع (متقابلين) لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض، وصفوا بحسن العشرة، وتهذيب الأخلاق، وصفاء المودة، وقال مجاهد وغيره: هذا في المؤمن وزوجته وأهله.
(يطوف عليهم ولدان مخلدون) أي يدور حولهم للخدمة غلمان شكلهم شكل الولدان دائماً، والجملة حالية أو مستأنفة لبيان بعض ما أعد الله لهم من النعيم، قال مجاهد: المعنى لا يموتون، وقال الحسن والكلبي: لا يهرمون ولا يتغيرون ولا ينتقلون من حالة إلى حالة، مبقون أبداً، قال الفراء: والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط: إنه لمخلد، وقال سعيد بن جبير: مخلدون مقرطون، قال الفراء: يقال: خلد جاريته إذا حلاها بالخلدة، وهي القرطة، وهي الحلقة تعلق في الأذن. وقال عكرمة: مخلدون منعمون، وقيل: مستورون بالحلية، وروي نحوه عن الفراء، وقيل: مخلدون ممنطقون قيل: وهم ولدان المسلمين الذين يموتون صغاراً لا حسنة لهم ولا سيئة، وهو ضعيف، وقيل: هم أطفال المشركين ماتوا قبل التكليف ولا يبعد أن يكونوا مخلوقين في الجنة ابتداء، كالحور العين من غير ولادة، للقيام بهذه الخدمة، ليسوا من أولاد الدنيا وهذا هو الصحيح. وأطلق عليهم اسم الولدان لأن العرب تسمي الغلام وليداً ما لم يحتلم، والأمة وليدة وإن أسنت.
(بأكواب وأباريق) الأكواب هي الأقداح المستديرة الأفواه، التي لا آذان لها ولا عرى، وقد مضى بيان معناها في سورة الزخرف، والأباريق هي ذوات العرى والخراطيم، واحدها ابريق وهو الذي يبرق لونه من صفائه، ويرى باطنها كما يرى ظاهرها.


الصفحة التالية
Icon