فيثقلها فتموت، ومنه (ولا يؤوده حفظهما) أي لا يثقله وهنا قول متمم بن نويرة *ومؤودة مقبورة في مغارة* ومنه قول الراجز:

سميتها إذ ولدت تموت والقبر صهر ضامن رميت
قرأ الجمهور " الْمَوْءُودَةُ " بهمزة بين واوين ساكنين كالموعودة، وقرأ البزي في رواية عنه بهمزة مضمومة ثم واو ساكنة، وقرأ الأعمش المودة بزنة الموزة، وقرأ الجمهور سئلت مبنياً للمفعول، وقرأ الحسن بكسر السين من سأل يسيل، وقرأ علي وابن مسعود وابن عباس سألت مبنياً للفاعل، وقتلت بضم التاء الأخيرة، وهذه قراءة شاذة.
والمعنى على الأولى أن توجيه السؤال إليها لإظهار كمال الغيظ على قاتلها حتى كأنه لا يستحق أن يخاطب ويسأل عن ذلك، وفيه تبكيت لقاتلها وتوبيخ له شديد بصرف الخطاب كقوله (أأنت قلت للناس) وهذه الطريقة أفظع في ظهور جناية القاتل وإلزام الحجة عليه.
قال الحسن أراد الله أن يوبخ قاتلها لأنها قتلت بغير ذنب، وقيل لتدل على قاتلها وقيل لتقول بلا ذنب قتلت، وعلى هذا هو سؤال تلطف.
وقرأ الجمهور قتلت بالتخفيف مبنياً للمفعول، وقرأ أبو جعفر بالتشديد على التكثير وقرىء بكسر التاء الثانية على أنها تاء المؤنثة المخاطبة والفعل مبني للمفعول، وهذه قراءة شاذة وفي مصحف أُبيّ وإذا الموؤودة سألت بأي ذنب قتلتني.
وفي الآية دليل على أن أطفال المشركين لا يعذبون، وعلى أن التعذيب لا يكون بلا ذنب.
عن عمر بن الخطاب قال " جاء قيس بن عاصم التميمي إلى رسول الله ﷺ فقال إني وأدت ثمان بنات لي في الجاهلية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأعتق عن كل واحدة رقبة، قال إني: صاحب إبل قال: فاهد عن كل واحدة بدنة " أخرجه البزار والحاكم في الكنى والبيهقي في سننه.


الصفحة التالية
Icon