بسم الله الرحمن الرحيم

إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (٥) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (٦) الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (٧) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (٨)
(إذا السماء انفطرت) السماء فاعل فعل محذوف يدل عليه المذكور، قال الواحدي قال المفسرون انفطارها انشقاقها كقوله (ويوم تشقق السماء بالغمام وتنزل الملائكة تنزيلاً) والفطر الشق يقال فطرته فانفطر، ومنه فطر ناب البعير إذا طلع، قيل والمراد أنها انفطرت هنا لنزول الملائكة منها وقيل انفطرت لهيبة الله عز وجل.
(وإذا الكواكب انتثرت) أي إذا انقضت وتساقطت متفرقة، يقال نثرت الشيء انثره نثراً، والانتثار استعارة لإزالة الكواكب حيث شبهت بجواهر قطع سلكها وهي مصرحة أو مكنية.
(وإذا البحار فجرت) أي فجر بعضها من أعلاها أو أسفلها في بعض فصارت بحراً واحداً واختلط العذب منها بالمالح، وأزال ما بينهما من البرزخ الحاجز، وقال الحسن معنى فجرت ذهب ماؤها ويبست، قال ابن عباس فجرت بعضها في بعض، وقيل فاضت.
العامة على بناء فجرت للمفعول مثقلاً، وقرأ مجاهد مبنياً للفاعل مخففاً من الفجور نظراً إلى قوله (بينهما برزخ لا يبغيان) فلما زال البرزخ بغياً، وقرأ مجاهد أيضاًً والربيع بن خيثم والزعفراني والثوري مبنياً للمفعول مخففاً.


الصفحة التالية
Icon