حضور أو يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأنه لم يقصر فيما أمر به، وقيل يشهدون بما فعلوا يوم القيامة ثم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم، وقيل على بمعنى مع والتقدير وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين من الإحراق شهود لا يرقون لهم لغاية قسوة قلوبهم، هذا هو الذي يستدعيه النظم وتنطق به الروايات المشهورة.
قال الزجاج أعلم الله قصة قوم بلغت بصيرتهم وحقيقة إيمانهم إلى أن صبروا على أن يحرقوا بالنار في الله، وفيه حث للمؤمنين على الصبر وتحمل أذى أهل الكفر والعناد.
روي أن الله أنجى المؤمنين الملقين في النار وكانوا سبعة وسبعين بقبض أرواحهم قبل وقوعهم فيها وخرجت النار إلى من ثم فأحرقتهم، وهؤلاء لم يرجعوا عن دينهم، والذين رجعوا عشرة أو أحد عشر، ولم يرد نص بتعيين عدد أصحاب الأخدود.
(وما نقموا منهم) قرأ الجمهور نقموا بفتح النون، وقرىء بكسرها والفصيح الفتح في المختار نقم الأمر كرهه، وبابه ضرب ونقم من باب فهم لغة أي ما أنكروا عليهم ولا عابوا منهم (إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) إلا أن صدقوا بالله الغالب المحمود في كل حال، قال الزجاج ما أنكروا عليهم ذنباً إلا إيمانهم، وهذا كقوله (هل تنقمون منا إلا أن آمنا بآيات ربنا) وهذا من تأكيد المدح بما يشبه الذم كما في قوله:

لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم يسلو عن الأهل والأوطان والحشم
وقول الآخر:
ولا عيب فيها غير شكلة عينها كذاك عتاق الطير شكلاً عيونها
وقول الآخر:


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب