نحو صرد ونغر، قال أبو الهيثم: الضحى نقيض الظل: وهو نور الشمس على وجه الأرض، وأصله الضحى فاستثقلوا الياء فقلبوها ألفاً قيل والمعروف عند العرب أن الضحى إذا طلعت الشمس وبعد ذلك قليلاً، فإذا زاد فهو الضحاء بالمد.
قال المبرد: الضحى والضحوة مشتقان من الضح وهو النور فأبدلت الألف والواو من الحاء.
واختلف في جواب القسم ماذا هو، فقيل هو قوله: (قد أفلح من زكاها) قاله الزجاج وغيره وحذفت اللام لأن الكلام قد طال فصار طوله عوضاً منها، وقيل محذوف أي لتبعثن وقيل تقديره ليدمدمن الله على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما دمدم على ثمود لأنهم كذبوا صالحاً، وأما قوله: (قد أفلح من زكاها) فكلام تابع لقوله: (فألهمها فجورها وتقواها) على سبيل الاستطراد، وليس من جواب القسم في شيء، وقيل هو على التقديم والتأخير بغير حذف، والمعنى (قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها) (والشمس وضحاها) والأول أولى.
(والقمر إذا تلاها) أي تبعها وذلك بأن طلع بعد غروبها، يقال تلا يتلو تلواً إذا تبع، قال المفسرون وذلك إنما يكون في النصف الأول من الشهر إذا غربت الشمس تلاها القمر في الإضاءة وخلفها في النور، وقال الزجاج تلاها حين استدار فكان يتلو الشمس في الضياء والنور، يعني إذا كمل ضوؤه فصار تابعاً للشمس في الإنارة يعني كان مثلها في الإضاءة وذلك في الليالي البيض.
وقيل إذا تلا طلوعه طلوعها، قال قتادة إن ذلك ليلة الهلال إذا سقطت رؤى الهلال، قال ابن زيد إذا غربت الشمس في النصف الأول من الشهر تلاها القمر بالطلوع، وفي آخر الشهر يتلوها بالغروب، وقال الفراء تلاها أخذ منها يعني أن القمر يأخذ من ضوء الشمس، قال ابن عباس تلاها تبعها.