الفراء والزجاج لا تقهره على ماله فتذهب بحقه لضعفه وكذا كانت العرب تفعل في حق اليتامى تأخذ أموالهم وتظلمهم حقوقهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحسن إلى اليتيم ويبره ويوصي باليتامى.
قرأ الجمهور فلا تقهر بالقاف وقرىء بالكاف، والعرب تعاقب بين القاف والكاف، قال النحاس إنما يقال كهره إذا اشتد عليه وغلظ، وقيل القهر الغلبة والكهر الزجر، قال أبو حيان هي لغة يعني قراءة الكاف مثل قراءة الجمهور.
عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة وفرج بينهما " أخرجه البخاري وفي الباب أحاديث (١).
واليتيم منصوب بتقهر، وبه استدل ابن مالك على أنه لا يلزم من تقديم المعمول تقديم العامل ألا ترى أن اليتيم منصوب بالمجزوم، وقد تقدم على الجازم، ولو قدمت تقهر على " لا " امتنع لأن المجزوم لا يتقدم على جازمه كالمجرور لا يتقدم على جاره قاله السمين.
_________
(١) صحيح البخاري.
(وأما السائل فلا تنهر) يقال نهره وانتهره إذا استقبله بكلام يزجره فهو نهى عن زجر السائل والإغلاظ له، ولكن يبذل اليسير القليل، أو يرده بالجميل.
قال الواحدي قال المفسرون يريد السائل على الباب، يقول لا تنهره إذا سألك فقد كنت فقيراً، فإما أن تطعمه وإما أن ترده رداً لينا قال قتادة معناه رد السائل برحمة ولين.
وقيل المراد بالسائل طالب العلم والذي يسأل عن الدين فلا تنهره بالغلظة والجفوة وأجبه برفق ولين، كذا قال سفيان، والسائل منصوب بتنهره