وقيل أن النبي صلى الله عليه وسلم، رأى أعمار أمته قصيرة فخاف أن لا يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم في طول العمر، فأعطاه الله ليلة القدر وجعلها خيراً من ألف شهر لسائر الأمم، وقيل غير ذلك مما لا طائل تحته.
عن أنس في الآية قال العمل في ليلة القدر والصدقة والصلاة والزكاة أفضل من ألف شهر، وعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أرى بني أمية على منبره فساءه ذلك فنزلت إنا أعطيناك الكوثر يا محمد يعني نهر في الجنة ونزلت (إنا أنزلناه في ليلة القدر) إلى قوله (ألف شهر) يملكها بعدك بنو أمية، قال القاسم فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوماً ولا تنقص يوماً " والمراد بالقاسم هو القاسم بن الفضل المذكور في إسناده أخرجه الترمذي وضعفه وابن جرير والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي.
قال الترمذي أن يوسف هذا مجهول يعني يوسف بن سعد الذي رواه عن الحسن بن علي، قال ابن كثير فيه نظر فإنه قد روى عنه جماعة منهم حماد بن سلمة وخالد الحذاء ويونس بن عبيد، وقال فيه يحيى بن معين هو مشهور وفي رواية عنه هو ثقة، ورواه ابن جرير من طريق القاسم ابن الفضل عن عيسى بن مازن.
قال ابن كثير ثم هذا الحديث على كل تقدير منكر جداً، قال المزني هو حديث منكر.
وقول القاسم بن الفضل أنه حسب مدة بني أمية فوجدها ألف شهر الخ ليس بصحيح فإن جملة مدتهم من عند أن استقل بالملك معاوية وهي سنة أربعين إلى أن سلبهم الملك بنو العباس، وهي سنة اثنتين وثلاثين ومائة مجموعها اثنتان وتسعون سنة، وعن ابن عباس نحو ما روي عن الحسن بن علي، وعن سعيد بن المسيب مرفوعاً مرسلاً نحوه.
(تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم) هي مستأنفة مبينة لوجه