للتعدية أو للحالية أو زائدة يقال وسطت القوم والمكان أسط وسطاً من باب وعد إذا توسطت بين ذلك. والفاعل واسط وبه سمي البلد الشهور بالعراق لأنه توسط الإقليم. تقول جلست وسط القوم بالتسكين لأنه ظرف وجلست وسط الدار بالتحريك لأنه اسم لا يكتنفه غيره من جهاته.
وكل موضع صلح فيه بين فهو وسط بالسكون وإن لم يصلح فيه بين فهو وسط بالتحريك، وربما سكن وليس بالوجه، و (جمعاً) مفعول به، والفاآت في المواضع الأربعة للدلالة على ترتب ما بعد كل واحدة منها على ما قبلها.
قرأ الجمهور فوسطن بتخفيف السين وقرىء بالتشديد قال ابن عباس في الآية صبحت القوم جميعاً وفي لفظ الجمع العدو وفي لفظ إذا توسطت العدو، وفي لفظ جمع العدو.
(إن الإنسان لربه لكنود) هذا جواب القسم والمراد بالإنسان بعض أفراده وهو الكافر والكنود الكفور للنعمة، وقوله لربه متعلق بكنود قدم لرعاية الفواصل وقيل هو الجاحد للحق، وقيل الكنود مأخوذ من الكند وهو القطع كأنه قطع ما ينبغي أن يواصله من الشكر، يقال كند الحبل إذا قطعه، وقيل الكنود البخيل بلغة بني مالك وقيل الحسود وقيل الجهول لقدره، وقيل العاصي بلغة كند.
وتفسير الكنود بالكفور للنعمة أولى بالمقام والجاحد للنعمة كافر لها، ولا يناسب المقام سائر ما قيل: وعن ابن عباس قال الكنود بلساننا أهل البلد الكفور. وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الكنود الكفور " أخرجه ابن عساكر وعنه قال: " الكنود الذي يمنع رفده وينزل وحده ويضرب عبده " (١)، وروي نحوه مرفوعاً عنه وسنده ضعيف. والوقوف أصح.
_________
(١) الطبري ٣٠/ ٢٧٨.


الصفحة التالية
Icon