وعدده لنوائب الدهور يقال أعددت الشيء وعددته إذا أمسكته، قال السدي أحصى عدده، وقال الضحاك أعد ماله لمن يرثه، وقيل المعنى فاخر بكثرته وعدده.
والمقصود ذمه على جمع المال وإمساكه وعدم إنفاقه في سبل الخير، وقيل المعنى على قراءة التخفيف في عدده أنه جمع عشيرته وأقاربه، قال المهدوي من خفف وعدده فهو معطوف على المال أي وجمع عدده.
وجملة
(يحسب أن ماله أخلده) مستأنفة لتقرير ما قبلها، ويجوز أن تكون في محل نصب على الحال من فاعل جمع أي يعمل عمل من يظن أن ماله يتركه حياً مخلداً لا يموت، وأخلده ماض معناه المضارع أي يخلده، وقال عكرمة يحسب أن ماله يزيد في عمره.
والإظهار في موضع الإضمار للتقريع والتوبيخ، وقيل هو تعريض بالعمل الصالح وأنه الذي يخلد صاحبه في الحياة الأبدية لا المال، والخلد بالضم البقاء والدوام وبابه دخل، وأخلده الله وخلد تخليداً.
(كلا) ردع له عن ذلك الحسبان أي ليس الأمر كما يحسبه هذا الذي جمع المال وعدده أو معناه حقاً (لينبذن في الحطمة) اللام جواب قسم محذوف أي ليطرحن في النار وليلقين فيها. قرأ الجمهور لينبذن وقرىء لينبذان بالتثنية أي لينبذ هو وماله في النار، وقرىء لينبذن أي لينبذن ماله في النار.
والمعنى تحطم وتكسر كل ما ألقي فيها ففي الحطمة مماثلة لعمله لفظاً ومعنى لأنها على وزن همزة لمزة وفيهما كسر كما فيها، وحطمة من باب ضرب، والتحطيم التكسير والحطمة من أسماء النار لأنها تحطم ما تلتقم.
(وما أدراك ما الحطمة) هذا الاستفهام للتهويل والتفظيع حتى كأنها ليست مما تدركه العقول، وتبلغه الأفهام، قيل هي الطبقة السادسة من طبقات جهنم وقيل الطبقة الثانية منها، وقيل الطبقة الرابعة.


الصفحة التالية
Icon