أصح إسناداً، قال ابن كثير: ضعف البيهقي رفعه وصحح وقفه وكذلك الحاكم.
وعن أبي برزة الأسلمي قال لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " الله أكبر هذه الآية خير لكم من أن يعطي كل رجل منكم جميع الدنيا هو الذي إن صلى لم يرج خير صلاته. وإن تركها لم يخف ربه " رآه ابن جرير وابن مردويه، قال السيوطي بسند ضعيف ففي إسناده جابر الجعفي وهو ضعيف، وشيخه مبهم لم يسم، وعن ابن عباس قال هم الذين يؤخرونها عن وقتها.
(الذين هم يراؤون) الناس بصلاتهم إن صلوا أو يراؤون الناس بكل ما عملوه من أعمال البر ليثنوا عليهم، قال ابن عباس هم المنافقون يراؤون الناس بصلاتهم إذا حضروا ويتركونها إذا غابوا، قال الخازن أما من يظهر النوافل ليقتدى به ويأمن على نفسه من الرياء فلا بأس بذلك وليس بمراء.
(ويمنعون) الناس أو الطالبين (الماعون) فاعول من المعن الشيء وهو القليل يقال مال معن أي قليل، قاله قطرب، أو اسم مفعول من عانه يعينه، والأصل معوون، وكان من حقه على هذا أن يقال معون، كمصون ومقول اسمي مفعول من صان وقال، ولكنه قلبت الكلمة بأن قدمت عيناً على فائها فصار موعون، ثم قلبت الواو الأولى ألفاً فوزنه الآن معقول.
قال أكثر المفسرين: الماعون اسم لما يتعاوره الناس بينهم من الدلو والفأس والقدر، وما لا يمنع كالماء والملح، وقيل هو الزكاة أي يمنعون زكاة أموالهم، قال الزجاج وأبو عبيد والمبرد الماعون في الجاهلية كل ما فيه منفعة حتى الفأس والدلو والقدر والقادحة، وكل ما فيه منفعة من قليل وكثير.
وقالوا أيضاًً الماعون في الإسلام الطاعة والزكاة، وقال الفراء سمعت بعض العرب يقول الماعون الماء، وقيل الماعون هو الحق على العبد على العموم، وقيل هو المستقل من منافع الأموال، مأخوذ من المعن وهو القليل.