وأخرجه الترمذي وقال حسن صحيح، وعبد بن حميد عن أنس فذكر قصة، وفيها أن النبي ﷺ قال: " الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها " (١).
ويدل على هذه الوراثة المذكورة هنا قوله تعالى: (تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً)، وقوله: (تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون) وشهد لحديث أبي هريرة هذا ما في صحيح مسلم عن أبي موسى عن النبي ﷺ قال: " يجىء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم: ويضعها على اليهود والنصارى " (٢)، وفي لفظ له قال: رسول الله ﷺ " إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهودياً أو نصرانياً فيقول: هذا فكاكك من النار " (٣).
(هم فيها خالدون) حالية أو مستأنفة لا محل لها، ومعنى الخلود أنهم يدومون فيها لا يخرجون منها ولا يموتون فيها وتأنيث الضمير مع أنه راجع إلى الفردوس لأنه بمعنى الجنة، ولا حث الله سبحانه عباده على العبادة، ووعدهم الفردوس على فعلها وتضمن ذلك المعاد الأخروي عاد إلى تقرير المبدإ ليتمكن ذلك في نفوس المكلفين، فإن الابتداء في العادة أصعب من الإعادة لقوله: وهو أهون عليه، وجملة ما ذكره من الدلائل أنواع أربعة.
الأول: الاستدلال بتقلب الإنسان في أطوار الخلقة وهي تسعة آخرها تبعثون.
الثاني: خلق السماوات بقوله: (ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق).
الثالث: إنزال الماء بقوله: (وأنزلنا من السماء ماء).
_________
(١) الترمذي كتاب التفسير سورة ٢٣/ ٢ - أحمد بن حنبل ٣/ ٢٦٠.
(٢) مسلم ٢٧٦٧.
(٣) مسلم ٢٧٦٧.


الصفحة التالية
Icon