شهاب؛ فروى عنه موسى بن عقبة أنه أسرى به إلى بيت المقدس قبل خروجه إلى المدينة بسنة، وروى عنه يونس عن عروة عن عائشة قالت: توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة. قال ابن شهاب: وذلك بعد مبعث النبى صلّى الله عليه وسلم بسبعة أعوام. وروى عنه الوقّاحيّ قال: أسرى به بعد مبعثه بخمس سنين. قال ابن شهاب: وفرض الصيام بالمدينة قبل بدر، وفرضت الزكاة والحج بالمدينة، وحرّمت الخمر بعد أحد. وقال ابن إسحاق: أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو بيت المقدس، وقد فشا الإسلام بمكة فى القبائل، وروى عنه يونس بن بكير قال: صلّت خديجة مع النبى صلّى الله عليه وسلم «١». وقول يونس بن بكير هذا عن قول ابن إسحاق: ثم إن جبريل عليه السّلام أتى النبى صلّى الله عليه وسلم حين فرضت عليه الصلاة يعنى فى الإسراء فهمز له بعقبه فى ناحية وجهه واستنشق وتمضمض ومسح برأسه وأذنيه ورجليه إلى الكعبين ونضح فرجه، ثم قام يصلى ركعتين بأربع سجدات، فرجع رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وقد أقر الله عينه وطابت نفسه وجاءه ما يحب من أمر الله تعالى، فأخذ بيد خديجة ثم أتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل ثم ركع ركعتين وأربع سجدات هو وخديجة، ثم كان هو وخديجة يصليان سواء «٢».
قال أبو عمر: وهذا يدلك على أن الإسراء كان قبل الهجرة بأعوام؛ لأن خديجة قد توفيت قبل الهجرة بخمس سنين، وقيل بثلاث وقيل بأربع، وقول ابن إسحاق مخالف لقول ابن شهاب، على أن ابن شهاب قد اختلف عنه كما تقدم. وقال الحربى: أسرى به ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الآخرة قبل الهجرة بسنة، وقال أبو بكر: محمد بن
على بن القاسم الذهبى فى تاريخه: أسرى به من مكة إلى بيت المقدس، وعرج به إلى السماء بعد مبعثه بثمانية عشر شهرا. قال أبو عمر: لا أعلم أحدا من أهل السير قال ما حكاه الذهبى، ولم يسند قوله إلى أحد ممن يضاف إليه هذا العلم منهم، ولا رفعه إلى من يحتج به عليهم «٣».
وعلى كل حال فإن ذكر رؤية الرسول صلّى الله عليه وسلم لجبريل نزلة أخرى عند سدرة المنتهى تدل على أن الإسراء والمعراج كان قد تم قبل نزول سورة النجم على رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
وارتباط المعراج بالإسراء جلىّ فيما ساقه الأئمة من أحاديث صحيحة «٤».

(١) القرطبى ١٠/ ٢١٠.
(٢) المرجع السابق ١٠/ ٢١٠، ٢١١.
(٣) المرجع السابق ١٠/ ٢١٠.
(٤) انظر: صحيح مسلم ١/ ٩٩ - ١٠٤.


الصفحة التالية
Icon