على الحاضرين، أى التمسوا له من يرقيه، والرقية آخر الطب «١».
ومما يتصل بالإيمان بيوم القيامة أن الملك فيه لله وحده فلا مفر، ولا ملجأ من الله إلا إليه: كَلَّا لا وَزَرَ (١١) إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ (١٢). فالمرجع والمنتهى والمصير إليه سبحانه.
ومما يتصل بذلك أيضا أن الإنسان يخبر يوم القيامة بما عمل من خير وشر يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ (١٣) أى بما أسلف من عمل سيئ أو صالح، أو أخّر من سنة سيئة أو صالحة يعمل بها بعده قاله ابن عباس وابن مسعود «٢».
وفى هذا توجيه إلى مسئولية الإنسان عن عمله وعن أثر عمله فيمن حوله وفيمن يأتى بعده، فعن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علّمه ونشره، وولدا صالحا تركه، أو مصحفا ورّثه أو مسجدا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله فى صحته وحياته تلحقه من بعد موته» «٣».
وخرّجه أبو نعيم الحافظ بمعناه من حديث قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «سبع يجرى أجرهن للعبد بعد موته وهو فى قبره: من علّم علما أو أجرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورّث مصحفا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته».
وفى الصحيح: «من سنّ فى الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شىء، ومن سنّ فى الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شىء» «٤».
ومع ما يتصل بقضية البعث ويوم القيامة، وما يكون من أمر الإنسان فيه يقول الله تعالى: بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (١٤) وَلَوْ أَلْقى مَعاذِيرَهُ (١٥) [القيامة] وفى
(٢) الجامع لأحكام القرآن للقرطبى ١٩/ ٩٨.
(٣) أخرجه ابن ماجة فى سننه من حديث الزهرى أبو عبد الله الأغر عن أبى هريرة. الجامع لأحكام القرآن ١٩/ ٩٨.
(٤) الجامع لأحكام القرآن للقرطبى ١٩/ ٩٩.