والمراد أنه يبقى حيًّا فحقيقة المعنى أن لكم في القصاص بقاء حياة ونحوه،: (وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ) أي: يستبقونهن فتضاعف المحنة عليكم ببقاء النساء مع فناء الرجال، واستحياه واستبقاه بمعنى واحد فاستبقاه طلب بقاءه، واستحياه طلب حياته، ولا يستبقيه إلا وهو يستحييه، ولكن لفظ الاستبقاء أكثر في الاستعمال فلأجل هذا فسروا الاستحياء بالاستبقاء، أخرجوا الأغمض إلى الأشهر.
الخامس: مثل قال الله: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا). أي: من استنقذها من الضلال أو أغاثها من المكروه فإنه أحيا الناس جميعا، أي: أجره أجر من أحيا الناس جميعا وأجر من يحيي الناس جميعا يتضاعف على قدر ذلك، ويجوز أن يكون معناه أنه قد أسدى إلى كل واحد منهم يدا بإحيائه أخاه المؤمن؛ فكأنه أحياهم كما تقول للرجل يسدي إليك يدا قد أحييتني، وإن كان لا يقدر على ذلك.
السادس: الحياة بعد الموت، قال: (وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ) وقال: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى)