ودليل ذلك قوله في أول الآية: (بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ) ومثله: (فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ).
الثامن: الحجة، قال الله: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) أي: حجة، وفي هذا دليل على أن اللَّه قد مكنهم من الإيمان؛ لأنه لو لم يمكنهم منه لكان للكافرين على من يدعوهم إلى الإيمان حجة (١).
التاسع: الطريق، قال: (لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا) يعنى: أنهم لا يعرفون الطريق إلى المدينة.
وقال (وَابْنِ السَّبِيلِ)، وَابْنُ السَّبِيلِ المسافر يأخذ من الصدقة، وإن كان له مال في بلده، وكل من ذكر في الآية، أنه يأخذها فإنما يأخذها بالفقر إلا ابن السبيل، والعاملين عليها، والمؤلفة قلوبهم، وقوله في هذه الآية: (وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ) فإنه يعني: الجهاد.
وقال الكوفيون: لا يعطى إلا الفقراء من المجاهدين؛ فإذا أعطوها وهم فقراء فقد ملكلوها وأجرى المعطي وإن لم تصرفوه في سبيل اللَّه، وقال الشافعي: " يعطى الغني والفقير من المجاهدين ".
العاشر: الهدى، قال: (أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) أي: عن قصد الهدى، يعني: الإسلام، ومثله: (وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السبِيلِ).
الحادي عشر: قيل: الانتقام، قال: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ) وقال: (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ).