العفو
أصله الترك، وعفا المنزل؛ ترك حتى درس، وقوله: (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ) أي: ترك له الدم وصولح على الدية من أخيه، يعني: من ولي الدم ولم يرد القاتل،: شيء يعني: به الدم؛ فعبر بشيء وهو. نكرة عن كل معرفة؛ والعرب تكني بشيء عن كل معرفة لأنها على كل حال شىء، وأنشد:
لَعَمركَ لو شيءُ أتانا رسولُه | سِواك ولكن لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعا |
وقد أجمع المسلمون أن الدية إذا وجبت على قاتل العمد كانت من ماله دون مال العاقلة، وكانت حالة لا يجوز تأخيرها -، وأن دية الخطأ على العاقلة ويلزمهم أداؤها في ثلاث سنين؛ في كل سنة ثلث وعفا الله عنك ترك معاقبتك، واستعمال الترك في الله مجاز.
والعفا: التراب؛ لأنه متروك لوجوده بكل مكان ليس هو مما يؤخذ ويدخر، ثم اشتق منه الكثرة، فقيل: عفا الشيء؛ إذا كثر كأنَّه صار كالتراب بكثرة، ثم اشتق منه الكثرة حتى عفوا، وعفاه يعفو إذا قصده وسأله، ويجوز أن يكون معناه أنه أتاه تاركا لغيره. والعفو في القرآن على ثلاثة أوجه:
الأول: الفضل من المال؛ قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) يعني: الفضل والبر، وذلك أنهم حضوا على الإنفاق. في قوله: (أنفِقُوا