عدد آي القرآن فقد اتفق العادون على أنه ستة آلاف ومائتان آية وكسر، إلا أن هذا الكسر يختلف باختلاف أعدادهم:
ففي عدد المدني الأول سبع عشرة، وبه قال نافع.
وفي عدد المدني الأخير: أربع عشرة عند شيبة، وعشر عند أبي جعفر.
وفي عدد المكي: عشرون. وفي الكوفي: ست وثلاثون، وهو مروي عن حمزة الزيات. وفي عدد البصري: خمس، وهو مروي عن عاصم الجحدري، وفي رواية عنه:
أربع، وبه قال أيوب بن المتوكل البصري، وفي رواية عند البصريين أنهم قالوا: تسع عشرة، وروي ذلك عن قتادة.
وفي عدد الشامي: ست وعشرون، وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري».
وسبب هذا الاختلاف أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - كان يقف على رءوس الآي تعليما لأصحابه أنها رءوس آي حتى إذا علموا ذلك وصل - صلّى الله عليه وسلم - الآية بما بعدها طلبا لتمام المعنى، فيظن بعض الناس أن ما وقف عليه النبي - صلّى الله عليه وسلم - ليس فاصلة، فيصلها بما بعدها معتبرا أن الجميع آية واحدة، والبعض يعتبرها آية مستقلة فلا يصلها بما بعدها، وهذا الخلاف لا محظور فيه، لأنه يؤدي إلى زيادة ولا نقصان في القرآن، وإنما غايته تعيين محل الفصل أو الوصل.
س ٩٠ من الذي رتب سور القرآن وآياته؟
ج: أجمعت الأمة على أن ترتيب الآيات في سورها على ما نراه في المصاحف واقع بتوقيف من النبي - صلّى الله عليه وسلم - عن الله - جل وعلا وتباركت أسماؤه-، وأنه لا مجال للرأي والاجتهاد فيه، وقد كان جبريل ينزل بالآيات ويرشد النبي - صلّى الله عليه وسلم - إلى موضع كل آية من سورتها، ثم يقرؤها النبي على الصحابة، ويأمرهم
بكتابتها معينا لهم السورة التي تكون فيها الآية، وموضع الآية من هذه السورة.
أو المقصود بالأمر من الصحابة هنا هم كتاب الوحي، وقد كانوا يفعلون ما يؤمرون به من قبل النبيّ - صلّى الله عليه وسلم -.
أما الإجماع فقد نقله الزركشي في «البرهان»، وقال به القاضي أبو بكر، وقال به أبو جعفر بن الزبير.