وقد ورت تسميته بالقرآن في آيات كثيرة منها قوله تعالى: ق، وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ وقوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ.
واختلف العلماء في لفظة «قرآن» من جهة الاشتقاق أو عدمه، ومن جهة كونه مصدرا أو وصفا على عدة آراء:
١ - الرأي الأول: أنه مصدر للفعل قرأ بمعنى تلا، فيكون على وزن الرجحان والغفران... إلخ، ثم نقل من المصدر ليكون اسما دالا على الكلام المنزل على محمد - صلّى الله عليه وسلم - ويدعم هذا الرأي ورود لفظة «قرآن» بمعنى القراءة في ثنايا آيات القرآن منها قوله تعالى: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ، فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ [القيامة: ١٧، ١٨]. ويرجح ارتباطه بالقراءة، والتلاوة يأمر بها الله في كتابه الكريم يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا وقوله تعالى: وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ [طه: ١١٤] أي لا تعجل بقراءة القرآن قبل أن ينتهي جبريل من قراءته وكذلك قوله تعالى: إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً [الإسراء: ٧٨]. أي أن قراءة القرآن في هذا الوقت تشهدها الملائكة وتشهد بها لصاحبها عند ربه، ثم هي من استعمالات الشعر العربي كقول الشاعر:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به | يقطع الليل تسبيحا وقرآنا |
٣ - الرأي الثالث: قال به قوم منهم الأشعري، هو مشتق من قرأ، وقد ورد هذا الاستعمال في الشعر القديم:
تريك إذا دخلت على خلاء | وقد أمنت عيون الكاشحينا |
ذراعي حرج أدماء بكر | وهجان اللّوم لم تقرأ جنينا |