ثالثا:
في بيان من ورد عنه التكبير:
اعلم أن التكبير صح عن أهل مكة قرائهم وعلمائهم وأئمتهم، ومن روى عنهم صحة استفاضت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حد التواتر.
قال صاحب غيث النفع: وصح أيضا عند غيرهم إلا أن اشتهاره عنهم أكثر لمداومتهم على العمل عليه بخلاف غيرهم من أئمة الأمصار، ثم قال: وأجمع أهل الأداء على الأخذ به البزي واختلفوا في الأخذ به لقنبل والوجهان في الشاطبية.
وروى التكبير أيضا عن غير البزي، وقنبل من القراء ولكن المأخوذ به من طريق الشاطبية اختصاصه بالبزي وقنبل بخلاف عنه.
رابعا: في صيغته:
اعلم أنهم اتفقوا على أن لفظ التكبير «الله أكبر» قبل البسملة والجمهور على تعيين هذا اللفظ بعينه للبزي وقنبل من غير زيادة ولا نقصان.
وروي بعض العلماء عنهما زيادة التهليل قبل التكبير فتقول: لا إله إلا الله، والله أكبر» وزاد بعضهم لهما التحميد بعد التكبير فنقول: «لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد» إلا أن التهليل قبله والتحميد بعده ولم يثبتا عن البزي وقنبل من طريق الشاطبية بل ثبت عنهما من طرق أخرى، ولكن عمل الشيوخ قديما وحديثا على الأخذ بكل ما صح في التكبير وإن لم يكن من طرق الكتاب المقروء به. وينبغي أن تعلم أن التحميد لقنبل ليس من طريق الشاطبية ولا من طريق النشر أيضا، فالأول الاقتصار له إذا قرئ له بالتكبير على التكبير وحده أو عليه مع التهليل، واعلم أيضا أنه لا تحميد لأحد بين الليل والضحى.
خامسا: في موضع ابتدائه وانتهائه:
اختلف العلماء في موضع ابتداء التكبير وانتهائه، فذهب فريق إلى أن ابتداءه من أول سورة والضحى وانتهاءه آخر سورة الناس منشأ هذا الخلاف أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - لما قرأ عليه جبريل سورة والضحى كبر عقب فراغ جبريل من قراءة هذه السورة ثم قرأها النبي - صلّى الله عليه وسلم - هو فهل كان تكبيره لقراءته هو أو لختم قراءة جبريل؟ ذهب فريق إلى الأول وهو: أن تكبيره - صلّى الله عليه وسلم - كان لقراءة نفسه وهذا الفريق هو الذي يرى أي ابتداء


الصفحة التالية
Icon