[التوبة: ١٩] والغاون [الشعراء: ٩٤] وو من يؤت [البقرة: ٢٦٩] وما أشبهه. وسواء كان حرف المدّ مثبتا «١» في الخط على اللفظ أو محذوفا منه استخفافا أو كان مبدلا من همزة ساكنة أو من غيرها، فأهل الأداء مختلفون في زيادة التمكين لحرف المدّ في ذلك:
١٣٦١ - فمنهم من يزيد في تمكينه وإشباعه؛ ليتبيّن بذلك ويخرج به عن التقاء الساكنين، وهم الآخذون بالتحقيق من أصحاب عاصم وحمزة وورش، وبذلك كنت أقف على الخاقاني «٢».
١٣٦٢ - ومنهم من يزيد في تمكينه يسيرا ولا يبالغ في إشباعه: وهم «٣» الآخذون بالتوسّط وتدوير القراءة، من أصحاب نافع من غير المصريين، وأصحاب ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر، والكسائي، وبذلك كنت أقف على أبي [٥٧/ و] القاسم «٤»، وأبي الفتح وأبي الحسن، وبه حدّثني الحسن بن شاكر، عن أحمد بن نصر، وهو اختياره، وعلى ذلك ابن مجاهد، وعامّة أصحابه.
١٣٦٣ - ومنهم من لا يزيد في تمكينه على الصيغة؛ لكون سكون ما بعده عارضا؛ إذ هو الوقف، وإذ الوقف مخصوص بالتقاء الساكنين، وهم الآخذون في مذهب المتقدّمين بالحدر والتخفيف، وكذلك كنت أرى أبا علي «٥» شيخنا يأخذ في مذهبهم.
١٣٦٤ - فإن انفتح ما قبل الياء والواو نحو الحسنيين [التوبة: ٥٢] وصلحين [يوسف: ٩] وأو دين [النساء: ١١] وعليكم اليوم [يوسف: ٩٢] ومّن فرعون [يونس: ٨٢] ومّن خوف [قريش: ٤] وما أشبهه، فعامّة أهل الأداء والنحويين لا يرون إشباع المدّ وزيادة التمكين فيهما؛ لزوال وصف «٦» المدّ عنهما بتغيّر حركة الحرف الذي قبلهما.

(١) في م: (مبينا).
(٢) خلف بن إبراهيم بن محمد بن جعفر بن حمدان بن خاقان.
(٣) في م: (ومنهم)، وهو خطأ واضح.
(٤) أبو القاسم هو عبد العزيز بن جعفر بن محمد، وأبو الفتح هو فارس بن أحمد بن موسى ابن عمران، وأبو الحسن هو طاهر بن عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون.
(٥) هو الحسن بن سليمان بن الخير، الأنطاكي، أستاذ ماهر حافظ، كان أحفظ أهل زمانه للقراءات، إلا أنه كان يترفض، قتله الحاكم العبيدي سنة تسع وتسعين وثلاث مائة. غاية ١/ ٢١٥.
(٦) في ت، م: (معظم). ولا يستقيم بها السياق.


الصفحة التالية
Icon