في اللفظ، وهي في الحقيقة بين الهمزة والألف، فتحصل الهمزة المحققة بين مدّتين:
مدّة قبلها وهي مشبعة من أجلها ومقدارها مقدار ألفين، ومدة بعدها وهي غير مشبعة؛ لأنها خلف من همزة ومقدارها مقدار ألف، وهذا على ما روته الجماعة عن ورش من جعلها بين بين، فأما على رواية أصحاب أبي يعقوب عنه، فإنها تشبع؛ لأنهم رووا عنه عن ورش أداء إبدالها حرفا خالصا، فهو «١» ألف محضة، فهي في حال البدل أشبع منها في حال التليين.
١٤٦٦ - وقرأ ابن كثير من رواية الحلواني عن القواس ومن رواية البزي وابن فليح ونافع من رواية إسماعيل، والمسيبي، وقالون، وأبو عمرو: بإسقاط الهمزة الأولى أصلا، وتحقيق الهمزة الثانية ومدّة مشبعة قبلها، على خلاف من أهل الأداء فيها.
وبذلك قرأت «٢» في رواية الحلواني عن قالون، على «٣» أبي الحسن «٤» بن غلبون، ومن طريق ابن «٥» عبد الرزاق. وعلى ذلك أكثر أهل الأداء بروايته «٦».
١٤٦٧ - وحدّثنا محمد بن أحمد قال: حدّثنا ابن مجاهد، قال: قال لي قنبل: قال القواس: لا نبالي كيف قرأت ولا أيّ الهمزتين تركت إذا لم تجمع بين الهمزتين «٧».
قال ابن مجاهد: إن شئت جآء أمرنا [هود: ٤٠] وشآء أنشره [عبس: ٢٢] مثل أبي «٨» عمرو، وإن شئت جآء أمرنا شآء أنشره مثل شآء أنشره وذلك إذا اتفق إعرابهما «٩». قال أبو بكر «١٠»: قرأت على قنبل ولا تؤتوا السّفهآء أمولكم [النساء:
(٢) في م: (قرأه). وهو خطأ في الإملاء.
(٣) في م: (عن).
(٤) تقدم في الفقرة/ ١١٠١ أن هذا الطريق خارج عن طرق جامع البيان.
(٥) طريق ابن عبد الرزاق هو التاسع والثلاثون.
(٦) في ت، م: (بروايته)، وهو غير مستقيم.
(٧) انظر السبعة/ ١٤٠. وانظر الطريق/ ٩٧ وإسناده صحيح.
(٨) أي بإسقاط الهمزة الأولى.
(٩) أي بإبدال الهمزة الثانية ألفا في حالة الفتح، وواوا في حالة الضم وياء في حالة الكسر.
انظر النشر ١/ ٣٨٤.
(١٠) هو ابن مجاهد. وهذا النص والذي قبله ليسا في السبعة المطبوع.