فتح الخاء، وإسكان اللام، فدلّ ذلك على أن الذي رواه قتيبة وأبو موسى اختياره الأول، وأن الذي رواه غيرهما هو اختياره الآخر الذي رجع إليه «١». وقد حكى ذلك عنه نصّا قتيبة، فحدّثنا أبو الفتح، قال: نا عبد الله بن أحمد، قال: نا إسماعيل بن شعيب، قال: نا أحمد بن محمد، قال: نا محمد بن يعقوب، قال: نا العباس بن الوليد، قال: نا قتيبة، قال: كان الكسائي أقرأنيه خلق بضم الخاء واللام، فرجع إلى قول بعض أهل المدينة بفتح الخاء. قال أبو عمرو: وهو أبو جعفر القارئ. وروى ابن جبير عن المسيّبي، وعن الكسائي عن إسماعيل عن نافع «٢»: خلق الأولين بضم الخاء وإسكان اللام، وخالفته الجماعة من أصحاب المسيّبي وإسماعيل، فرووا ذلك عنهما بضم الخاء واللام «٣».
حرف:
قرأ الكوفيون غير المفضل «٤» وابن عامر فارهين [١٤٩] بالألف «٥».
وقرأ الباقون بغير ألف «٦»، وكذلك روى المفضل عن عاصم.
حرف:
قرأ الحرميان وابن عامر أصحاب ليكة هاهنا [١٧٦] وفي ص [١٣] بلام مفتوحة من غير ألف قبلها ولا همزة بعدها وفتح تاء التأنيث في الوصل «٧» مثل حمزة وعمرة وطلحة، وكذلك رسما في كل المصاحف.
وقرأ الباقون الأيكة بلام وألف مع إسكان اللام وهمزة بعدها وخفض تاء التأنيث في الوصل. وروى ابن عتبة بإسناده عن ابن عامر هاهنا مثل نافع، وفي

(١) وفي (التيسير) ١٣٤ اختيار له الاختيار الأخير الذي رجع إليه، قلت: وعليه العمل له من طريقي الشاطبية والطيبة. انظر: (النشر) ٢/ ٣٣٥ و (الكوكب الدري) ٥١١.
(٢) وجه غريب شاذ مخالف للمشهور عن نافع، ويروى أيضا من طريق أبي قلابة والأصمعي عنه.
انظر: (مختصر الشواذ) ١٠٩، (إعراب الشواذ) ٢/ ٢٢٢، (البحر) ٧/ ٣٤.
(٣) والقراءة له بما روته الجماعة عنه. قال الشاطبي: وخلق اضمم وحرك به العلا.. كما في ند.
(٤) انظر: (التذكرة) ٢/ ٤٧١، (المستنير في القراءات) ٧١٢.
(٥) بمعنى حاذقين من الفراهة والحذق.
(٦) أي أشرين بطرين. قال الشاطبي: فارهين ذاع.
انظر: (إعراب القراءات) ٢/ ١٣٧ و (الكشف) ٢/ ١٥١.
(٧) ووجه بأنه اسم غير منصرف للعملية والتأنيث اللفظي.


الصفحة التالية
Icon