وروى البزّي وابن فليح عن أصحابهما عن ابن كثير والزينبي عن قنبل «١» عنه بغير همز «٢» في الثلاثة، وبذلك قرأ الباقون. ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا ابن مخلد، قال: نا ابن أبي بزّة «٣» عن [٥٢/ ب] أصحابه ساقيها بغير همز، قال البزّي «٤»: وكان وهب بن وضّاح يهمز لي فيها، وبالسّوق وعلى سوقه. وحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا ابن مجاهد «٥»، قال: حدّثني مضر بن محمد عن ابن أبي بزّة، قال كان وهب بن وضّاح يهمز ساقيها وعلى سوقه، قال ابن أبي بزّة: وأنا لا أهمز من هذا شيئا، قال ابن مجاهد: وكذا ابن فليح لا يهمز من هذا شيئا، وأجمعوا على ترك الهمزة في قوله في نون [٤٢] يوم يكشف عن ساق وفي قوله في القيامة [٢٩]: والتفّت الساق بالساق إلا ما رواه محمد بن الصباح عنه عن قنبل أنه همز الذي في ن، ولم يرو ذلك عنه غيره، وهو وهم منه، وهمز الألف والواو فيما تقدّم لغة، قال الأخفش: العرب تهمز الألف إذا كان قبلها فتحة والواو إذا كان قبلها ضمة، ولا تهمز الياء إذا كان قبلها كسرة.
حرف:
قرأ حمزة والكسائي لتبيتنّه وأهله ثم لتقولن [٤٩] بالتاء في الفعلين جميعا، وضم التاء الثانية في الأولى وضم اللام الثانية في الثاني «٦».
وقرأهما الباقون بالنون «٧».

(١) وجه عنه بغير الهمز في الثلاثة، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(٢) على الأصل ومن هذا يتبين أن الهمز وعدمه لغتان، والهمز أفصح وأشهر. انظر: المصادر السابقة.
(٣) في (م) ابن بزة والمؤدى واحد.
(٤) وجه عنه بالهمز، وتقدم الأول الذي عليه العمل.
(٥) انظر: (السبعة) ٤٨٣.
قال الشاطبي: مع السوق ساقيها وسوق اهمزوا زكا.. ووجه بهمزة بعده الواو وكلا.
تنبيه: روي عن قنبل وجه آخر، وهو زيادة واو بعد الهمزة واستغربت عن قنبل وقيل: انفرد بها الشاطبي عنه، وليس كذلك. قد نص الهذلي أنها طريق بكار عن مجاهد، وأبي أحمد السامري، عن ابن شنبوذ. انظر: (النشر) ٢/ ٣٣٨، و (الإتحاف) ٢/ ٣٢٩.
(٦) وذلك على قصد حكاية ما قاله بعض الحاضرين إلى بعض فهو خطاب من بعضهم لبعض.
انظر: (النفحات الإلهية) ٥١٠.
(٧) وهي نون العظمة أي أجروا الفعلين على الإخبار عن جميعهم عن أنفسهم.


الصفحة التالية
Icon