حمزة «١»: أتمدونني بحذف الياء ويثقل الحرف، ولا أدري هل يريد بحذف الياء الوقف خاصة أم الوصل، والوقف جميعا؟ وقد خالف يونس في ذلك، داود بن أبي طيبة، فروى عن ابن كيسة عن سليم عن حمزة أنه يشدّد النون يثبت الياء في الوصل والوقف، فوافق الجماعة عن سليم؛ وروى حيون المزوق عن الحلواني عن خلف وخلّاد عن سليم عن حمزة أنه يثبت الياء في الوصل ويسكت بغير ياء على الكتاب، وكذلك روى أبو أيوب الضبي عن رجاله عنه، وروى سليمان اللؤلؤي عن خلّاد عن سليم بالياء في الوصل والوقف. وقال ابن سعدان وأبو هشام عن سليم: إنه يثبت الياء، ولم يذكر الوقف، ونا الفارسي، قال: نا أبو طاهر، قال: نا وكيع عن أبي العباس الورّاق عن خلف عن سليم عن حمزة أنه يقف بالياء. ونا محمد بن علي، قال: نا ابن مجاهد، قال: حدّثني موسى وغيره من أصحابه عن حمزة أتمدوني [٣٦] بنون واحدة مشددة وياء بعدها في الوصل، وإذا وقف وقف بنونين الثانية منها مكسورة، ولا ياء بعدها. وقال ابن اليزيدي: يلزم من شدّد النون أن يقف كذلك، وأثبتها نافع «٢» وأبو عمرو في الوصل، وحذفاها في الوقف وحذفها الباقون في الحالين. وفما آتاني الله [٣٦] قد تقدّم الاختلاف في إثباتها وحذفها في مذهب من فتحها، فأغنى ذلك عن الإعادة «٣» ووقف الكسائي «٤» من رواية خلف عنه على قوله: على واد النمل [١٨] وادي بالياء، ووقف الباقون بغير ياء. وقد ذكرنا ذلك في باب الوقف «٥» مجرّدا والله أعلم.

(١) وجه عنه بحذف الياء، وتقدم الذي عليه العمل.
(٢) انظر: (التيسير) ١٣٨، و (النشر) ٢/ ٣٤٠.
(٣) انظر: (التيسير) ١٣٨.
(٤) وفي الوجه انفرادة سبعية عنه. وذكرت. (التيسير) ص ١٣٨، و (النشر) ١٣٨.
(٥) انظر: (الجامع) ت الطحان ٣/ ٨٨٨.


الصفحة التالية
Icon