مودّة بالرفع من غير تنوين بينكم بالخفض «١»، مثل أبي عمرو.
حرف:
قرأ الحرميّان، وابن عامر، وعاصم- في رواية حفص- إنكم لتأتون الفاحشة [٢٨] [٢٠٦/ أ]، وهو الأول من الاستفهامين، بهمزة واحدة مكسورة على لفظ الخبر، وكذلك روى المنذر بن محمد «٢» عن هارون وإسحاق الأزرق وهارون عن حسين عن أبي بكر «٣».
وروى الجيزي «٤» عن الشموني عن الأعشى إنكم لتأتون بلا ياء، فإن كان أراد بلا ياء في الرسم، فالصواب ما قال؛ لأن المصاحف مجتمعة على ذلك «٥»، وإن كان أراد بقوله بلا ياء على الخبر، فقد أخطأ؛ لأن الجماعة عن الشموني عن الأعشى على غير ما قال.
وقرأ الباقون بهمزتين على الاستفهام «٦».
وكلهم قرأ أئنكم لتأتون الرجال [الأعراف: ٨١] وهو الاستفهام الثاني بهمزتين على الاستفهام فيهما جميعا «٧»، على مذاهبهم المشروحة في باب الهمزتين، وفي سورة الرعد «٨».

(١) لم يذكر هذه الرواية المصنف في التيسير، ولا ابن الجزري في النشر.
(٢) المنذر بن محمد بن المنذر الكوفي، روى عن هارون بن حاتم عن أبي بكر. (غاية) ٢/ ٣١١، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال في غرائب مالك: ضعيف. لسان الميزان ٦/ ٩٠.
(٣) رواية المنذر عن هارون خارجة عن طرق المصنف في هذا الكتاب، والمعتمد عن أبي بكر رواية الجماعة، إذ لم يذكر في التيسير عنه غير ذلك.
(٤) تقدم أن الصواب هو" الحيري"، وقوله" بلا ياء" يعني: بلا همز، لأنهم كانوا يكتبون الهمز على صورة الياء.
(٥) نقل الداني عن أبي عبيد قوله:" رأيت في الإمام في العنكبوت إنكم لتأتون الفاحشة بحرف واحدة- يعنى همزة واحدة- ورأيت في الثاني أئنكم لتأتون الرجال بحرفين".
انظر المقنع في رسم المصحف ص ٥٣، ونقله عنه ابن نظام الدين الأركاني في نثر المرجان ٥/ ٢٣١.
(٦) انظر التيسير ص ١٧٣.
(٧) تحبير التيسير ص ١٥٩.
(٨) انظر القسم المحقق ١/ ٤٩٠ وما بعدها، وفي سورة الرعد عند قوله: وإن تعجب فعجب قولهم أءذا كنا ترابا أءنا- ٥ -.


الصفحة التالية
Icon