وقال ابن عباس:- رحمه الله- (من تركها فقد ترك مائة آية «١» وأربع عشرة آية» «٢» اه.
قال الشافعي:- رحمه الله- وأنا عبد المجيد عن ابن جريج عن نافع عن ابن عمر (أنه كان لا يدع بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* لأم القرآن والسورة التي بعدها) اه «٣».
وكذلك كان عطاء وأكثر أصحاب ابن عباس يقرءونها في فاتحة الكتاب وفي السورة التي يقرءون بعدها.
وروى ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر «أنه كان يقرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* في أول فاتحة الكتاب، ويقرءوها كذلك في السورة التي يقرأ بعدها» «٤» وكذلك روى نافع عنه «٥».
وروي عن ابن الزبير مثل ذلك.
وعن سعيد بن جبير (أن المؤمنين في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم كانوا لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* فإذا نزلت بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*: علموا أن السورة قد انقضت ونزلت الأخرى «٦» اه.

(١) «آية» ليست في د وظ.
(٢) وهذا بناء على ما روى عنه من أنها آية من أول كل سورة، وعليه فمذهبه الجهر بها في السورتين أي في الفاتحة وفي السورة التي تقرأ بعدها، ولم تسلم الآثار الواردة عنه في ذلك من مقال. انظر نيل الأوطار (٢/ ٢٠٢).
قال مكي بن أبي طالب: وهو قول شاذ، لأنهم زادوا في القرآن مائة آية وثلاث عشرة آية، والقرآن لا تثبت فيه الزيادة إلا بالإجماع الذي يقطع على غيبه ولا إجماع في هذا، بل الإجماع قد سبق في الصدر الأول من الصحابة، وفي الصدر الثاني من التابعين على ترك القول بهذا اه.
الكشف عن وجوه القراءات السبع (١/ ١٥، ١٦، ٢٢).
(٣) أخرجه الشافعي- كما قال المصنف- قال: أخبرنا مسلم بن خالد وعبد المجيد عن ابن جريج...
وذكره. الأم باب القراءة بعد التعوذ (١/ ١٠٨).
قال الشافعي- عقب ذكره لهذا الأثر: «هذا أحب إلي، لأنه حينئذ مبتدئ قراءة القرآن» اه.
والأثر أخرجه أبو عبيد في فضائله عن عبد الله بن عمر باب ذكر بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (ص ١٥٠).
وعبد الرزاق في المصنف باب قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* (٢/ ٩٠).
(٤) ذكر نحوه السيوطي في الدر المنثور (١/ ٢٠).
(٥) عزاه السيوطي بنحوه إلى الطبراني في الأوسط والدارقطني والبيهقي عن نافع عن ابن عمر يرفعه (١/ ٢٢).
(٦) رواه أبو داود في سننه بنحوه عن ابن عباس كتاب الصلاة باب من جهر بالبسملة (١/ ٤٩٩)


الصفحة التالية
Icon