بالمدينة سنة ٥٥ هـ، وهو ابن بضع وثمانين سنة. وأوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص «١».
٣ - أبي بن كعب الأنصاري
أبو المنذر أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية الأنصاري الخزرجي. حدث عنه الكثيرون، وأنه أول من كتب للنبي ﷺ من الأنصار، كان إذا غاب أبي لأمر ما تولى الكتابة زيد بن ثابت «٢»، فكان مؤتمنا على الوحي، وسيد القراء، وإلى جانب كتابة الوحي، فإنه كتب الرسائل «٣»، وهو من الذين جمعوا القرآن الكريم على عهد النبي ﷺ «٤».
قال عنه صلى الله عليه وسلم: (ليهنك العلم أبا المنذر) «٥»، فكان أحد فقهاء الصحابة وأقرأهم لكتاب الله.
وهناك اختلاف في سنة وفاته، فقيل: سنة ١٩ هـ، وقيل: سنة ٢٢ هـ، وقيل: في خلافة عثمان رضي الله عنه، وهذا هو الراجح، بدليل قول الواقدي: (وقد سمعنا من يقول: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، قال: هو أثبت الأقوال عندنا، وذلك أن عثمان أمره أن يجمع القرآن) «٦».

(١) ينظر: الاستيعاب: ١/ ٩٧؛ وتاريخ الخميس: ٢/ ١٨١؛ والإصابة: ١/ ١٩.
(٢) ينظر: فتوح البلدان: ٦٦٢؛ وتاريخ الأمم والملوك: ٢/ ٤٢١؛ والاستيعاب:
١/ ٢٩؛ وتهذيب الكمال للإمام المزي: ٢/ ٢٦٢؛ وتقريب التهذيب لابن حجر: ١/ ٩٦؛ وتاريخ الخميس: ٢/ ١٨١.
(٣) ينظر: مجلة المؤرخ العربي العدد ٤ لسنة ١٩٧٧: ١٨٢.
(٤) ينظر: مرآة الجنان: ١/ ٧٥.
(٥) صحيح مسلم، كتاب فضائل القرآن، رقم الحديث (٨١٠): ١/ ٥٥٦؛ ومسند الإمام أحمد، حديث رقم (٢١٣١٥): ٥/ ١٤٧١؛ وينظر: الاستيعاب: ١/ ٢٨.
(٦) ينظر: الإصابة: ١/ ٢٠؛ وسير أعلام النبلاء: ١/ ٤٠٠؛ وسيأتي تفصيل هذه المسألة حول الاختلاف في سنة وفاته عند الحديث عن لجنة جمع القرآن في عهد سيدنا عثمان رضي الله عنه في المبحث الأول من الفصل الثالث.


الصفحة التالية
Icon