وكان مكي أدرك شيئا من هذا حينما قال، وقد أخذ في بيان معنى القلقلة:
«وإنما سميت بذلك لظهور صوت يشبه النّبرة عند الوقف عليهن وإرادة إتمام النطق بهن.» «١»
والثاني- حروف النّفخ:
وهي: الضاد، والراء، والزاي، والظاء، والذال.
ويسمع النفخ في الوقف على هذه الحروف من جرّاء تتابع آخر هواء الزفير، وقد فتر، من منفذ ضيق أو متكرر الإغلاق (كما في الراء) «٢».
والثالث- حروف النّفث:
وهي: الهاء، والحاء، والخاء، والكاف، والشين، والتاء، والصاد، والسين، والثاء، والفاء.
ولمّا كان جميع هذه الحروف مهموسا، احتاج النطق بها إلى إخراج نفس أكثر، وبذل جهد أقوى، وكل هذا يصنع النفث الذي يسمع عند الوقف على هذه الحروف «٣».
ومن الحروف حروف غير مشربة (بتر) «٤»، لا يسمع في الوقف عليها شيء، وهي: الهمزة، والعين، والغين، واللام، والنون، والميم «٥» «٦».
(٢) انظر الكتاب: ٤/ ١٧٤ - ١٧٥. ومصطلح (النفخ) من وضعنا مع تردده في ذلك المعنى.
(٣) انظر الكتاب: ٤/ ١٧٥. ومصطلح (النفث) من وضعنا مع أن المبرد وصف به الحروف اللثوية، وقال: «ومعنى النّفث: النفخ الحفيّ» المقتضب: ١/ ٣١٠.
(٤) جمع أبتر، وهذا المصطلح من وضعنا.
(٥) الأساس الذي قام عليه تصنيف الحروف بحسب هيئتها في الوقف هو الصويت الخارج من الفم فقط دون الأنف، ولهذا جعل النون والميم من الحروف التي لا يسمع بعدها في الوقف شيء، مع أنهما حرفان أنفيان يسمع لهما في الوقف غنة.
(٦) انظر الكتاب: ٤/ ١٧٥، وسر الصناعة: ١/ ٦٤.