نجد أن مؤلّفا اعتزاليا قديما في تفسير المتشابه- لعله أقدمها كذلك- يحمل في عنوانه طابع الرد على هؤلاء المنكرين، وهو كتاب: (الرد على الملحدين في متشابه القرآن) لمحمد بن المستنير النحوي، الشهير بقطرب المتوفى سنة ٢٠٦ «١».
وأيا ما كان دافع المعتزلة إلى الكتابة في هذا الباب الذي سبقوا إليه فيما يبدو، فقد قدموا التصنيف فيه- ولو لوقت قصير- على التصنيف في التفاسير الكاملة والمطولة، فكتب فيه بشر بن المعتمر رئيس معتزلة بغداد المتوفى في حدود سنة ٢١٠ «٢»، ومحمود بن حسن الورّاق، الذي عده الحاكم فيمن ذهب إلى العدل من الشعراء وأئمة اللغة، والذي توفي في حدود سنة ٢٣٠ «٣» وأبو الهذيل العلاف رأس الطبقة السادسة من طبقات المعتزلة المتوفى سنة ٢٣٥ «٤» وجعفر بن حرب المتوفى سنة ٢٣٦ «٥»،

(١) انظر الفهرست لابن النديم صفحة ٣٨ الطبعة الأوربية، وإنباه الرواة للقفطي ٣/ ٢١٩ - ٢٢٠ وبغية الوعاة للسيوطي ١/ ٢٤٢، وفيه أنه «كان يرى رأي المعتزلة النظامية». وقد ولد واصل بن عطاء، شيخ المعتزلة الأول وقديمها كما يقول المسعودي سنة ٨١ وتوفي سنة ١٣١. مروج الذهب ٣/ ٥٤.
(٢) راجع الفهرست ص ٣٨ والتبصير في الدين للأسفراييني ص ٧١ وشرح العيون ١/ ورقة ٩٣.
(٣) انظر شرح عيون المسائل ١/ ورقة ١٦٤ - ١٦٥ وفوات الوفيات ٢/ ٥٦٢.
(٤) انظر شرح العيون ١/ ورقة ٨٧ - ٩٢ وأمالي المرتضى ١/ ١٧٨.
(٥) انظر شرح العيون ١/ ورقة ١٠٣ - ١٠٥ وتاريخ بغداد ٧٦/ ١٦٢ - ١٦٣.


الصفحة التالية
Icon