وحقيقته جائز فلا معنى للعدول عن الظاهر، خلاف ما تقوله البغدادية بأن معناه يعلم».
وقال في قوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) «١» إنه يدل على «أن السمع صفة زائدة على العلم، خلاف ما تقوله البغدادية».
وقال في قوله تعالى: (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) «٢» إن قوله «يراك» يدل على أنه تعالى يرى الأشياء، ويدل قوله «السميع العليم» على أنه سميع، إذ لو أن السميع معناه العالم لكان تكرارا، وذلك يبطل قول البغدادية.
٢ - العدل: ويعني المعتزلة بقولهم إن الله عدل- كما يذكر القاضي- أن أفعاله تعالى كلها حسنة، وأنه لا يفعل القبيح، ولا يخل بما أوجبه على نفسه «٣». وذكر الحاكم أن قومه أجمعوا في باب العدل على أنه تعالى منزه من كل قبيح، وأن كل قبيح فهو من فعل غيره من العباد،
(٢) الآيات ٢١٨ - ٢٢٠ سورة الشعراء، ورقة ٢١/ ظ.
(٣) شرح الأصول الخمسة صفحة ١٣٢، وعبارة القاضى: «ولا يخل بما هو واجب عليه» وقد عدلنا عنها إلى ما ذكرنا لأنهم يقولون- كما ينقل الشريف المرتضى تلميذ القاضي- «إنه لا يجب على الله تعالى شيء ابتداء، وإنما يجب عليه ما أوجبه على نفسه، فالثواب مما كان أوجبه على نفسه بالتكليف، وكذلك التمكين والألطاف... ولولا إيجابه له على نفسه بالتكليف لما وجب» ولا يخلو قولهم بالوجوب على الله جل ثناؤه، بأي عبارة كان، من سوء الأدب. وأستاذنا أبو زهرة يرى أن تكون: «بما هو واجب له سبحانه».
راجع أمالي المرتضى ١/ ٣٤٤.